والصَّابِئُونَ﴾ ثم قال: ﴿فلا خَوفٌ عَلَيْهِمْ﴾ فجعل الأَخيرَ خَبَرًا عن الجَمِيْعِ والصَّابِئُون مرفوعٌ، وقالَ تَعالى: ﴿إنَّ اللَّهَ ومَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيّ﴾ قُرِئَ برفعِ الملائكةِ ولا وجهَ له إلاّ ما ذَكرنا.
أما القِياسُ فمن وَجهين أحدُهما: أنَّ المعطوفَ لو تأخَّر لجازَ رَفْعُهُ فكذلِكَ إذَا تقدَّمَ، إذْ المعنى فيهما واحِدٌ.
والثاني: أنَّ المعطوفَ على اسمِ «لا» يَجوز فيه الرَّفعُ كذلك اسم «إنّ» كقوله تعالى: ﴿لا بَيْعٌ فيه ولا خُلّةٌ﴾ و﴿لا رَفَثَ ولا فُسُوقَ﴾، والجامعُ بينهما أنَّ كلَّ واحدٍ منهما لها اسمٌ وخبرٌ.
والجوابُ عن الآيةِ من أَوجهٍ:
أحدها: أنَّ «الصابئون» معطوفٌ على الضَّمير في «آمنوا» و«هادوا» والجيّدُ أن يكونَ عطفًا على الضَّميرِ في آمنوا ويكونُ «الّذين هادوا» قائمًا مقامَ التَّوكيدِ.