تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام الأشعري

ابن عساكر ت. 571 هجري
186

تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام الأشعري

الناشر

دار الكتاب العربي

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٠٤ هجري

مكان النشر

بيروت

كَبِيرا سَمَّاهُ تَهْذِيب النّظر وَله كتاب الْأَشْرِبَة رد على الْجَصَّاص درس الْفِقْه سِنِين كَثِيرَة وَتخرج على يَده جمَاعَة من الْفُقَهَاء من أهل جرجان وطبرستان وَغَيرهمَا من الْبلدَانِ وَكَانَ فِيهِ من الْخِصَال المحمودة الَّتِي لَا تحصى من الْوَرع الثخين والمجاهدة فِي الْعِبَادَة وَالْعلم والاهتمام بِأُمُور الدّين والنصيحة لِلْإِسْلَامِ وَحسن الْخلق وطلاقة الْوَجْه والسخاء فِي الْإِطْعَام وبذل المَال وَمَا لَا أقدر أَن أحصيه رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ ورضوانه حججتُ مَعَه سنة أَربع وَثَمَانِينَ حَيْثُ رَجَعَ من نصف الْبَادِيَة وَحج فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ إِلَى أَن رَجَعَ إِلَى وَطنه كنت مَعَه لم أره تغير عَن خلقه النفيس كَانَ مُعظما مبجلا فِي جَمِيع الْبلدَانِ روى عَنْ أَبِي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشَّافِعِي وَمُحَمّد بن اسحق الفاكهي ودعلج وَعَن الْأَصَم مُحَمَّد بن يَعْقُوبَ حَدِيثا وَاحِدًا وَعَن عَبْد اللَّهِ بن عدي كتاب الضُّعَفَاء وَجمعه مُسْند مَالك بن أنس توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة النّصْف من شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين وثلاثمائة وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ أَبُو نصر الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي صحراء بَاب الخَنْدَق فِي جمع عَظِيم لم أر مثل ذَلِك الْجمع بجرجان فِي تشييع جنَازة أحد قطّ وَدفن عِنْد رَأس وَالِده أَبِي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ توفّي وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وَمِمَّا أكْرمه اللَّه بِهِ وَرفع قدره بِهِ أَنه مَاتَ وَهُوَ فِي صَلَاة الْمغرب يقْرَأ ﴿إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين﴾ فَفَاضَتْ نَفسه وَمِمَّا أكْرمه اللَّه بِهِ أَنه حِين قربت وَفَاته ذهب مِنْهُ جَمِيع مَا كَانَ يملكهُ من المَال والضياع وَكَانَ يُوَجه الْقطن إِلَى بَاب الأَبواب فغرق الْجَمِيع فِي الْبَحْر وَكَانَت لَهُ بضَاعَة تحمل من أَصْبَهَان فَوَقع عَلَيْهَا الأكراد

1 / 208