رِوَايَة وَلَده الْحَافِظ أبي مُحَمَّد الْقَاسِم عَنهُ
رِوَايَة الشَّيْخ الْمسند المعمر نَاصح الدّين أبي الْغَيْث فرج بن عبد الله الحبشي مولى الإِمَام أبي جَعْفَر احْمَد بن عَليّ الْقُرْطُبِيّ
سَماع مِنْهُ لعبد الله بن يحيى بن أبي بكر بن يُوسُف الجزائري
1 / 23
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لِلَّه الَّذِي منح أهل التَّحْقِيق فِي توحيده بصائر وأحلاما وَشرح صُدُورهمْ للتصديق بتمجيده تَوْفِيقًا مِنْهُ وإلهاما وَفتح أقفال قُلُوبهم للْإيمَان بِهِ بِالْغَيْبِ وَكَانَ لغيبها علاما وَمسح عَنْهَا بِلُطْفِهِ من الشَّك والارتياب فِي أمره أسقاما أَحْمَده على نعمه الَّتِي تظاهرت على خلقه عظاما وَمِنْه الَّتِي تَوَاتَرَتْ من أدوار رزقه جِسَامًا وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله هُوَ إلهنا أحدا فَردا صمدا قدوسا سَلاما قاهرا قَادِرًا عَظِيما عليما خَبِيرا قَدِيرًا حَيا قيَاما وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي محق بِهِ أوثانًا وأصنَامًا وأزهق ببعثته رَسُولا أنصابا وأزلاما وَغفر بِهِ لمن آمن بنبوته واقتدى بِشَرِيعَتِهِ آصارا وآثاما وَكفر عَمَّن صدقه فِي دَعوته إِيجَابا لشفاعته ذنوبا وإجراما صلى اللَّه عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه مَا أساغ طاعم طَعَاما واستعذب ظمآن شرابًا والتذ مسهد منَاما
1 / 24
أما بعد فَإِن اللَّه سُبْحَانَهُ خص من بريته بنبوته أَقْوَامًا وجعلهم على خليقته فِي الدُّعَاء إِلَى شَرِيعَته قوّاما وَأحكم مَا شرع لَهُم من الدّين القويم إحكاما وَجعل لكل نَبِي مِنْهُم بالقسطاس الْمُسْتَقيم شرعة وأحكاما وَفرض على الأنَام الِاقْتِدَاء بهداهم وشرعتهم إلزاما والاقتفاء بنهجهم فِيمَا نهجوه لَهُم نقضا وإبراما وَاصْطفى مِنْهُم مُحَمَّدا ﷺ وَجعله لِلنَّبِيِّينَ كلهم ختاما ونصبه لِلْمُتقين إِمَامًا وَاخْتَارَ لَهُ مِلَّة أَبِيه إِبْرَاهِيم وسماعها إسلاما وَأوجب على الْخلق طَاعَته انقيادا لَهُ واستسلاما فجلا بِنور فجره من غياهب الشّرك ظلاما وأذهب بِيَقِين برهانه من سباسب الشَّك قتاما وأسبغ بِهِ على كَافَّة الْمُسلمين نعْمَته برا بهم وإنعاما حَتَّى أوضح لَهُم مَا أَبَاحَ حَلَالا وَمَا حظر حَرَامًا فصلى اللَّه عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم صلوَات تزداد على ممر الْأَوْقَات دواما ولقّاهم يَوْم يلقونه فِي الفردوس تَحِيَّة وَسلَامًا وجزاهم الْجنَّة بِمَا صَبَرُوا فكم تحملوا فِي طَاعَته مِمَّن خالفهم متاعب وآلاما وأحلهم دَار المقامة بفضله وَحسنت مُسْتَقرًّا ومقاما ثمَّ إِن اللَّه وَله الْحَمد أكمل دينه وأتمه إتماما وَنصب لَهُ من الْعلمَاء بِهِ أَئِمَّة يقْتَدى بهم وأعلاما وآتاهم بصائر نَافذة عِنْد الشُّبُهَات ورزقهم أفهاما فانتدبوا التبصير المستبصرين حِين أَصْبحُوا متحيرين إيضاحا وإفهاما لما همى سَحَاب الْبَاطِل وهطل بَعْدَمَا صَار ركاما وَقَامَ سوق الْبدع عِنْد وُلَاة الْمُسلمين فِي الْخَافِقين قيَاما وحاد أهل الاعتزال عَن سنَن الِاعْتِدَال جرْأَة مِنْهُم على رد السّنَن وإقداما فنفوا عَن الرب سُبْحَانَهُ مَا أثبت لنَفسِهِ من صِفَاته فَلم يثبتوا صفة وَلَا كلَاما وَتَمَادَى أهل التَّشْبِيه فِي طرق التمويه
1 / 25
وأحجموا عَن الْحق إحجاما فشبهوا رَبهم حَتَّى توهموه جسما يقبل تحيزا وإفتراقا وانضماما وغلوا فِي إِثْبَات كَلَامه حَتَّى حسبوه يحْتَمل بجهلهم تجزيا وانقساما وظنوا اسْم اللَّه الْقَدِيم ألفا وهاء تتلو لاما ولاما فامتعض الْعلمَاء من المثبتين من تفَاوت مذهبيهم واعتصموا بِالسنةِ اعتصاما وألجموا الْعَوام عَن الْخَوْض فِي علم الْكَلَام خوف العثار إلجاما فَكَانَ الْأَشْعَرِيّ رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ ورضوانه أَشَّدهم بذلك اهتماما وألدهم لمن حاول الْإِلْحَاد فِي أَسمَاء اللَّه وَصِفَاته خصاما وأمدهم سنَانًا لمن عاند السّنة وأحدهم حساما وأمضاهم جنَانًا عِنْد وُقُوع المحنة وأصعبهم مراما ألزم الْحجَّة لمن خَالف السّنة والمحجة إلزاما فَلم يسرف فِي التعطيل وَلم يغل فِي التَّشْبِيه وابتغى بَين ذَلِك قواما وألهمه اللَّه نصْرَة السّنة بحجج الْعُقُول حَتَّى انتظم شَمل أَهلهَا بِهِ انتظاما وَقسم الموجودات من المحدثات أعراضا وجواهر وأجساما وأثبتت لله سُبْحَانَهُ مَا أثْبته لنَفسِهِ من السَّمَاء وَالصِّفَات إعظاما وَنفى عَنهُ مَا لَا يَلِيق بجلاله من شبه خلقه إجلالا لَهُ وإكراما ونزهه عَن سمات الْحَدث تغيرا وانتقَالا وإدبارا وإقبالا وأعضاء وأجراما وائتم بِهِ من وَفقه الله إتباع الْحق فِي التَّمَسُّك بِالسنةِ ائتماما فَلَمَّا انتقم من أصنَاف أهل الْبدع بإيضاح الْحجَج والأدلة انتقاما ووجدوه لَدَى الْحجَّاج فِي تَبْيِين الِاحْتِجَاج عَلَيْهِم فِيمَا ابتدعوه هماما قَالُوا فِيهِ حسدا من الْبُهْتَان مَا لَا يجوز لمُسلم أَن ينْطق
1 / 26
بِهِ استعظاما وقذفوه بِنَحْوِ مَا قذفت بِهِ الْيَهُود عَبْد اللَّهِ بن سَلام وأباه سَلاما فَلم ينقصوه بذلك عِنْد أهل التَّحْقِيق بل زادوه بِمَا قَالُوا فِيهِ تَمامًا ومدحوه بِنَفس ذمهم وَقد قيل فِي الْمثل لن تعدم الحسنَاء ذاما وقلما انْفَكَّ عصر من الْأَعْصَار من غاو يقْدَح فِي الدّين ويغوي إبهاما وغاو يجرح بِلِسَانِهِ أَئِمَّة الْمُسلمين ويعوي إيهاما ويستزل من الْعَامَّة طوائف جُهَّالًا وزعانف أغتاما وَيحمل بجهله على سبّ الْعلمَاء والتشنيع عَلَيْهِم سُفَهَاء طغاما لَكِن الْعلمَاء إِذَا سمعُوا بمكرهم عدوه مِنْهُم عراما وَإِذا مَا مروا بلغوهم فِي الْكِبَار من الْأَئِمَّة مروا كراما وَإِذا خاطبهم الجاهلون مِنْهُم قَالُوا لَهُم سَلاما وَلنْ يعبأ اللَّه بتقولهم فِيهِ وتكذيبهم عَلَيْهِ فَسَوف يكون لزاما وَلَوْلَا سُؤال من رَأَيْت لحق سُؤَاله إيَّايَ ذماما فألزمت نَفسِي امْتِثَال مَا أَشَارَ بِهِ عَليّ احتراما لصدفت عَن ذكر وقيعة ذَوي الْجَهْل فِي الْأَئِمَّة احتشاما لكني اغتنمت الثَّوَاب فِي إِيضَاح الصَّوَاب فِي علو مرتبته اغتنَاما وَمَعَ مَا عرف من تشنيعهم فأصحاب الْحق بِحَمْد اللَّه قد أَصْبحُوا على أعدائهم ظَاهِرين وَلمن تأواهم من أَصْحَاب الْبدع مِمَّن خالفهم فِي جَمِيع الْبِلَاد قاهرين وعَلى الانتقام مِمَّن يظْهر لَهُم الْعَدَاوَة للعنَاد قَادِرين وَكَيف لَا يكونُونَ كَذَلِك واللَّه مَوْلَاهُم ونَاصرهم وَهُوَ
1 / 27
خير النَاصرين وَقدر أَبِي الْحسن رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ عَمَّا يرمونه بِهِ أَعلَى وَذكر فضائله والترحم عَلَيْهِ من الانتقاص لَهُ عِنْد الْعلمَاء أولى وَمحله عِنْد فُقَهَاء الْأَمْصَار فِي جَمِيع الأقطار مَشْهُور وَهُوَ بالتبريز على من عاصره من أهل صنَاعته فِي الْعلم مَذْكُور مَوْصُوف بِالدّينِ والرجاجة والنبل ومعروف بشرف الأَبُوة وَالْأَصْل وَكَلَامه فِي حدث الْعَالم مِيرَاث لَهُ عَن آبَائِهِ وأجداده وَتلك رُتْبَة ورثهَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ ﵁ لأولاده
وتصانيفه بَين أهل الْعلم مَشْهُورَة مَعْرُوفَة وبالإجادة والإصابة للتحقيق عِنْد الْمُحَقِّقين مَوْصُوفَة وَمن وقف على كِتَابه الْمُسَمّى بالإبانة عرف مَوْضِعه من الْعلم والديانة وَمن عرف كِتَابه الَّذِي أَلفه فِي تَفْسِير
1 / 28
الْقُرْآن وَالرَّدّ على من خَالف الْبَيَان من أهل الْإِفْك والبهتان علم كَونه من ذَوي الاتّباع والاستقامة واستحقاقه التَّقَدُّم فِي الْفضل والإمامة وسأذكرها مَا حضرني من ذكره وَأبين مَا وَقع إِلَيّ من أمره رَاغِبًا إِلَى اللَّه فِي إِيضَاح التَّحْقِيق وطالبا مِنْهُ المعونة والتوفيق وَهُوَ جدير بتحقيق الرَّجَاء قدير على استجابة الدُّعَاء وَهُوَ حسبنَا وَنعم الْوَكِيل وَعَلِيهِ فِي كل ملم مؤلم التعويل
وَاعْلَم يَا أخي وفقنَا الله وَإِيَّاك لمرضاته مِمَّن يخشاه ويتقيه حق تُقَاته إِن لُحُوم الْعلمَاء رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِم مَسْمُومَة وَعَادَة اللَّه فِي هتك أَسْتَار منتقصيهم مَعْلُومَة لِأَن الوقيعة فيهم بِمَا هم مِنْهُ برَاء أمره عَظِيم والتنَاول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم والاختلاق على من اخْتَارَهُ اللَّه مِنْهُم لنعش الْعلم خلق ذميم والاقتداء بِمَا مدح اللَّه بِهِ قَول المتبعين من الاسْتِغْفَار لمن سبقهمْ وصف كريم إِذْ قَالَ مثنيا عَلَيْهِم فِي كِتَابه وَهُوَ بمكارم الْأَخْلَاق وصدها عليم ﴿وَالَّذين جاؤوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا للَّذين آمنُوا رَبنَا إِنَّك رؤوف رَحِيم﴾ والارتكاب لنهي النَّبِي صَلَّى
1 / 29
الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لإغتياب وَسَب الْأَمْوَات جسيم فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَقد رُوِيَ عَنهُ ﷺ فِيمَن كتم مَا عِنْده من الْعلم عِنْد لعن آخر هَذِه الْأمة أَو لَهَا مَاله من الْوزر وَالْإِثْم وَذَلِكَ فِيمَا أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ السُّلَمِيُّ بِدِمَشْقَ نَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بن أَحْمد الصُّوفِي املاء أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بُنْ طَلْحَةَ بن هرون الْمُنَقِّيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَليّ الْخَطِيب أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن رِزْقٍ نَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ قَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الأَزْرَقُ نَا خلف بن تيم نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ وَفِي حَدِيثِ السُّلَمِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ
إِذَا لَعَنَتْ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ فَلْيُظْهِرْهُ فَإِنَّ كَاتِمَ الْعِلْمِ يَوْمَئِذٍ كَكَاتِمِ مَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ تَابَعَهُ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ صَاعِقَةُ عَنْ خَلَفٍ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنِ ابْنِ السَّرِيِّ فَزَادَ فِي إِسْنَادِهِ ثَلاثَةَ أَنْفُسٍ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ ابْن أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الْفَقِيهُ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسِنِ بْنِ سعيد بِدِمَشْق قالانا وَأَبُو النَّجْمِ الشِّيحِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ بن ثَابت الْحَافِظ أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْفَهَانِيُّ بِهَا قَالَ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ نَا أَحْمَدُ بْنُ خَلِيلٍ الْحَلَبِيُّ قَالَ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّرِيِّ الأَنْطَاكِيُّ نَا سعيد بن زَكَرِيَّا الميداني عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَن مُحَمَّد
1 / 30
ابْن زَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
إِذَا لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ فَلْيُظْهِرْهُ فَإِنَّ كَاتِمَ الْعِلْمِ يَوْمَئِذٍ كَكَاتِمِ مَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو هرون مُوسَى بن العنعمان الْمصْرِيّ عَن عبد الله ابْن السَّرِيِّ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ قبيس قَالَ نَا وَأَبُو النَّجْم التَّاجِر قَالَ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ قَالَ نَا ابْن رزق أَنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بِشْرٍ الْهَرَوِيُّ نَا مُوسَى بْنُ النُّعْمَانِ الْمِصْرِيُّ أَبُو هرون نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّرِيِّ بِأَنْطَاكِيَةَ قَالَ نَا سَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا المدايني عَن عَنْبَسَة ابْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَان عَن مُحَمَّد بن المكدر عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
إِذَا لَعَنَتْ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ وَأَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِيِّ الْعَلَوِيُّ الْخَطِيبُ بِدِمَشْقَ نَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ انا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ فَارِسِ بْنِ سَوَّارٍ الْمَيَانَجِيُّ وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرِ بن مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ الشَّحَّامِيُّ بِنَيْسَابُورَ قَالَ قرىء عَلَى أَبِي عُثْمَانَ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّد بن حمدَان الْحِيرِيِّ وَأَنَا حَاضِرٌ قِيلَ لَهُ أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمد بن حمدَان الْحِيرِي قالانا مُحَمَّد ابْن اسحق بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ قَالَ نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ نَا عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ عَسَلِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
مَنْ كَتَمَ علما ألْجمهُ الله
1 / 31
عزوجل بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ لَفْظُ حَدِيثِ الْمَيَانَجِيِّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ قبيس الغساني قَالَ ونا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّد ابْن عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زُرَيْقٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ بن ثَابت الْخَطِيب قَالَ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالا نَا عبد الله ابْن اسحق الْبغَوِيُّ ح قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَخْبَرَنِي هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ نَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الصَّوَّافِ قَالا نَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى نَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ أَبِيهِ الْفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
إِذَا فَعَلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خِصْلَةً حَلَّ بِهَا الْبَلاءُ قيل يارسول اللَّهِ وَمَا هِيَ قَالَ إِذَا كَانَ الْمَغْنَمُ دُوَلا وَالأَمَانَةُ مَغْنَمًا وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا وَأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وَعَقَّ أُمَّهُ وَبَرَّ صَدِيقَهُ وَجَفَا أَبَاهُ وَأَكْرَمَ الرَّجُلَ مَخَافَةَ شَرِّهِ وَكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ فِي الْمَسَاجِدِ وَشُرِبَ الْخَمْرُ وَلُبِسَ الْحَرِيرُ وَاتَّخَذُوا الْقِيَانَ وَاتَّخَذُوا الْمَعَازِفَ وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةُ أَولهَا فترقبوا عِنْد ذَلِك ثلثا رِيحًا حَمْرَاءَ وَخَسْفًا وَمْسَخًا وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ ابْنِ الصَّوَّافِ وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَوَيْهِ الأَصْبَهَانِيُّ الْمعدل بِبَغْدَاد أَنا أَبُو الْفضل مُحَمَّد ابْن الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله الحلاوي الْحَافِظ انا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَرْدَوَيْهِ الْحَافِظُ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ نَا بَكْرُ بن سهل أَنا مُوسَى ابْن مُحَمَّدٍ الْبَلْقَاوِيُّ قَالَ نَا زَيْدُ بْنُ الْمُسَوِّرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
مَا
1 / 32
آتَى اللَّهُ عَالِمًا عِلْمًا إِلا أَخَذَ عَلَيْهِ الْمِيثَاقَ أَلا يَكْتُمَهُ فالإقدام على الْغَيْبَة مَعَ الْعلم بتحريمها أَمر كَبِير وَمَا ورد فِي النَّهْي عَنهُ وَعَن سبّ الْأَمْوَات كثير واستقصاء ذكره وَالرِّوَايَة بِطرقِهِ وَأَسَانِيده عسير والسعيد من كف عَن ذَلِك وَكَفاهُ عَن ذكره الْيَسِير أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَدِيبِ بِأَصْبَهَانَ أَنا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بن أَحْمد الثَّقَفِيّ الأديب أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عَليّ بن القري أَنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ نَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى بن مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ نَا مُحَمَّدُ ابْن اسحق عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
مَنْ أَكَلَ مِنْ لَحْمِ أَخِيهِ فِي الدُّنْيَا قُرِّبَ لَهُ لَحْمُهُ فِي الآخِرَةِ فَيُقَالُ لَهُ كُلْهُ مَيِّتًا كَمَا أَكَلْتَهُ حَيًّا قَالَ فَيَأْكُلُهُ وَيَكْلَحُ وَيَصِيحُ وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْأَعَز قراتكين بن السعد بْنِ الْمَذْكُورِ الأَزَجِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بن مُحَمَّد الْجَوْهَرِي أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ قَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبَانٍ السَّرَّاجُ نَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ نَا أَبُو بكر ابْنَ عَيَّاشٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ
يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلما يُؤْمِنْ بِقَلْبِهِ لَا تَتَّبِعُوا عَوَرَاتِ الْمُسْلِمِينَ وَلا عَثَرَاتِهِمْ فَإِنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَثَرَاتِ الْمُسْلِمِينَ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَإِنْ كَانَ فِي بَيْتِهِ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أَسْوَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاش وَأخْبرنَا الشَّيْخَانِ أَبُو الْقسم اسماعيل
1 / 33
ابْن أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ السَّمْرَقَنْدِيِّ وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَلِيِّ بن مُحَمَّد بن السماني الْوَكِيل بِبَغْدَاد قَالَا أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصريفيني أَنا عُبْيَدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَابَةَ الْبَزَّازُ قَالَ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ نَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْد عَن شعيبة عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَائِشَةَ ﵂ عَنِ النَّبِي ﷺ قَالَ
لَا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا وَلم يقل فِيهِ عَليّ أحبرناه رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ وَهَذَا الْقدر فِي هَذَا المعني كَاف ولصدر من وفْق للِانْتِفَاع بِهِ شاف
بَاب ذكر تَسْمِيَة أَبِي الْحسن الْأَشْعَرِيّ وَنسبه وَالْأَمر الَّذِي فَارق عقد أهل الاعتزال بِسَبَبِهِ
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ الْفُرَاوِيُّ الْفَقِيه بنيسابور قَالَ أَنا الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ الْحَافِظُ قَالَ رَأَيْت فِي كتب أَصْحَابِنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَالِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى بْنِ بِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قبيس بِدِمَشْقَ وَأَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الْملك بن خيرون الْمقري بِبَغْدَادَ قَالا قَالَ لَنَا الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ الْحَافِظُ الْبَغْدَادِيُّ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي بشر وإسمه اسحق بْنِ سَالِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
1 / 34
مُوسَى بْنِ بِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى أَبُو الْحَسَنِ الأَشْعَرِيُّ الْمُتَكَلِّمُ صَاحِبُ الْكُتُبِ والتصانيف فِي الرَّدِّ عَلَى الْمُلْحِدَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ وَالرَّافِضَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَالْخَوَارِجِ وَسَائِرِ أَصْنَافِ الْمُبْتَدِعَةِ وَهُوَ بَصْرِيُّ سَكَنَ بَغْدَادَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ بِهَا وَكَانَ يَجْلِسُ أَيَّامَ الْجُمُعَاتِ فِي حَلقَة أبي اسحق المرزوي الْفَقِيهِ مِنْ جَامِعِ الْمَنْصُورِ وَذَكَرَ الإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ أَنَّ أَبَاهُ هُوَ أَبُو بِشْرٍ اسماعيل بن اسحق وَأَنَّهُ كَانَ سُنِّيًّا جَمَاعِيًّا حَدِيثِيًّا أَوْصَى عِنْدَ وَفَاتِهِ إِلَى زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى السَّاجِيِّ ﵀ وَهُوَ إِمَام الْفَقِيه وَالْحَدِيثِ وَلَهُ كُتُبٌ مِنْهَا كِتَابُ اخْتِلافِ الْفُقَهَاءِ وَكَانَ يَذْهَبُ مَذْهَبَ الشَّافِعِيِّ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ الأَشْعَرِيُّ فِي كِتَابِ التَّفْسِير أَحَادِيث كَثِيرَة يَعْنِي المساجي قلت وَالصَّحِيح أَن أَبَا بشر جده اسحق كَمَا سبق وَفِي نِسْبَة أَصْحَابه أَبَاهُ إِلَى أَبِي بشر تَكْذِيب لأبي عَليّ الْأَهْوَازِي فِيمَا اختلق فَإِنَّهُ زعم أَنه غير صَحِيح النّسَب وَأَنه مَا كنى عَن اسْم أَبِيه إِلَّا لهَذَا السَّبَب وَلَو كَانَت لَهُ بأسماء الرِّجَال وأنسابهم عنَاية لفرَّق بَين قولنَا كنية وكنَاية وَفِي إطباق النَّاس على تَسْمِيَته بالأشعري تَكْذِيب لما قَالَه هَذَا المفتري وَقد ورد عَن الرَّسُول المنتجب فِيمَن يطعن بِغَيْر علم فِي النّسَب مَا أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْقسم زَاهِر بن طَاهِر الشحامي انا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بن عَليّ الْبَيْهَقِيّ انا أَبُو بكر ابْن فورك أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ نَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ نَا أَبُو دَاوُدَ نَا شُعْبَةُ وَالْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ
أربح من أَمر الْجَاهِلِيَّة لن يدعن
1 / 35
النَّاسُ الطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ وَالأَنْوَاءُ وَالإِعْدَاءُ أَجْرَبَ بَعِيرٌ فَأَجْرَبَ مِائَةً فَمَنْ أَجْرَبَ الْبَعِيرَ الأَوَّلَ
فَأَمَّا نَسَبُ جَدِّهِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ﵁ فَأخْبرنَا الشَّيْخ أَبُو الْقسم إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْن أَحْمد بن النقور الْبَزَّاز أَنا ابو الْقسم عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْكَاتِب أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَن أبي عبيد قَالَ أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ مِنْ وَلَدِ الْجَمَاهِرِ بْنِ الأَشْعَرِ بن أُدَدٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَقَالَ غَيْرُ أَبِي عُبَيْدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ ابْن سُلَيْمِ بْنِ حَضَارِ بْنِ حَرْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عِتْرِ بْنِ بكر بن عَامر بن عذر بْنِ وَائِلِ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ الجماهير بْنِ الأَشْعَرِ وَهُوَ نَبْتُ بْنُ أُدَدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلانَ بْنِ سبابن يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ وَأُمُّ أَبِي مُوسَى ظَبْيَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَكٍّ كَانَتْ أَسْلَمَتْ وَمَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْبَرَكَاتِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ ابْن أَحْمَدَ الأَنْمَاطِيُّ الْحَافِظُ بِبَغْدَادَ قَالَ انا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ وَأَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونَ الْبَاقِلانِيَّانِ وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْعِزِّ ثَابِتُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْكَيْلِيُّ بِبَغْدَاد أَنا ابو طَاهِر أَحْمد ابْن الْحسن قَالَا أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى ابْن عمرَان الْأَصْبَهَانِيّ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن اسحق أَنا أَبُو حَفْصٍ
1 / 36
عمر بن احْمَد بن اسحق الهوازي نَا شَبَّابٌ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ الْعُصْفُرِيُّ نَا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ يَقُولُونُ وَلَدَ قَحْطَانُ الْمُرْعَفَ وَهُوَ يَعْرُبُ فَوَلَدَ يَعْرُبُ يَشْجُبَ فَوَلَدَ يَشْجُبُ سَبَأً وَهُوَ عَامِرُ فَوَلَدَ سَبَأُ كَهْلانَ فَوَلَدَ كَهْلانُ زَيْدًا فَوَلَدَ زَيْدُ عُرَيْبًا فَوَلَدَ عُرَيْبُ يَشْجُبَ فَوَلَدَ يَشْجُبُ بْنُ عُرَيْبٍ زَيْدًا فَوَلَدَ زَيْدُ أُدَدَ بْنَ زَيْدٍ فَوَلَدَ أدد بن زيد نَبْتًا وَهُوَ الأَشْعَرُ قَالَ شَبَّابٌ فَمِنَ الأَشْعَرِيِّينَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ حَضَارِ بْنِ حَرْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عِتْرِ بْنِ بكر بن عَامر بن عذر ابْن وَائِلِ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ جَمَاهِرِ بْنِ الأَشْعَرِ بْنِ أُدَدِ بْنِ زَيْدٍ وَلِيَ الْبَصْرَةَ لِعُمَرَ وَعُثْمَانَ ﵄ وَلَهُ بِهَا فُتُوحٌ كَثِيرَةٌ وَوَلِيَ الْكُوفَةَ وَلَهُ بِهَا دَارٌ وَوَلَدٌ حَضْرَةَ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ قَالَ شَبَّابٌ وَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَحْطَانُ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ إِسْمَاعِيلَ ثَلاثُونَ أَبًا قَالَ وَقَالَ أَبِي لَمْ يَزَلْ قَحْطَانُ يَعْرِفُونَ ذَلِكَ وَيَنْتَسِبُونَ إِلَيْهِ حَتَّى كَانَ زَمَنُ الْحَجَّاجِ كَذَا قَالَ وَالصَّوَابُ ثَلاثَةُ آبَاءٍ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بن مُحَمَّدٍ الْأنْصَارِيّ بِبَغْدَاد أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بن مُحَمَّد الْجَوْهَرِي أَنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بن حيويه الخزازنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفِ ابْن بِشْرٍ الْخَشَّابُ نَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْفَهْمِ الْفَقِيهُ نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ كَاتِبُ الْوَاقِدِيُّ قَالَ إِلَى قَحْطَانَ جِمَاعُ الْيَمَنِ فَمَنْ نَسَبَهُ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَحْطَانُ بْنُ الْهَمَيْسَعِ بْنِ تَيْمِ بن نبت بن اسماعيل ابْن إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا هَكَذَا كَانَ يَنْسِبُهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ
1 / 37
الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ وَيَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَدْرَك أَهْلَ النَّسَبِ وَالْعِلْمِ يَنْسِبُونَ قَحْطَانَ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ نَسَبَهُ إِلَى غير ذَلِك قَالَ قحطان ابْن فالغ بن عَابِر بن أرفخشذ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ﷺ وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِم بن السَّمرقَنْدِي أَنا أَبُو أَبُو الْحُسَيْن بن النقور أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ أَنا رَضْوَانُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلانِيُّ نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ نَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْن اسحق قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ آذَرَ وَهُوَ فِي التَّوْرَاة تارخ بن ناحور بن أرغو بن سارخ بن فالغ بن عَابِر بن شالخ بن أرفخشذ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ لمك بن متوشلخ بن حنوخ بن يربن مهلاييل ابْن قمعان بْنِ أَنُوشِ بْنِ شِيثِ بْنِ آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ ﵇ وَقَالَ عيرة قينان وَقد اخْتلف فِي نسب إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ أفضل السَّلَام وَقَول ابْن اسحق نكتفي بِهِ عَن قَول غَيره من عُلَمَاء الْإِسْلَام
فَأَما سَبَب رُجُوع أَبِي الْحسن عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ وتبريه مِمَّا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ فَأَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو الْمُظَفَّرِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِسْطَامِيُّ الشُّعَيْرِيُّ بِبِسْطَامَ قَالَ أَنا جَدِّي لأُمِّي الشَّيْخُ الزَّاهِدُ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بن الْحُسَيْنِ بْنِ سَهْلٍ السَّهْلَكِيُّ الْبِسْطَامِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بن الْحُسَيْنِ الْوَاعِظُ ﵀ يَقُولُ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْحُسَيْنِ الْمُتَكَلِّمَ قَالَ سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ إِنَّ الشَّيْخَ أَبَا الْحَسَنِ ﵀ لَمَّا تَبَحَّرَ فِي كَلامِ الاعْتِزَالِ وَبَلَغَ غَايَةً كَانَ يُورِدُ الأَسْئِلَةَ عَلَى أُسْتَاذَيْهِ فِي الدَّرْسِ وَلا يَجِدُ فِيهَا جَوَابًا شَافِيًا فَتَحَيَّرَ فِي ذَلِكَ فَحَكَى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ وَقَعَ فِي صَدْرِي فِي
1 / 38
بَعْضِ اللَّيَالِي شَيْءٌ مِمَّا كُنْتُ فِيهِ مِنَ الْعَقَائِدِ فَقُمْتُ وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ وَسَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَهْدِيَنِي الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ وَنِمْتُ فَرَأَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي الْمَنَامِ فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ بَعْضَ مَا بِي مِنَ الأمْرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَيْكَ بِسُنَّتِي فَانْتَبَهْتُ وَعَارَضْتُ مَسَائِلَ الْكَلامِ بِمَا وَجَدْتُ فِي الْقُرْآنِ وَالأَخْبَارِ فَأَثْبَتُّهُ وَنَبَذْتُ مَا سِوَاهُ وَرَائِي ظِهْرِيًّا وَذكر أَبُو الْقسم حجاج بن مُحَمَّد الطرابلسي من أهل طرابلس الْمغرب قَالَ سَأَلت أَبَا بكر إِسْمَاعِيل بن أَبِي مُحَمَّد بن اسحق الْأَزْدِيّ القيراوني الْمَعْرُوف بابْن عزْرَة ﵀ عَنْ أَبِي الْحسن الْأَشْعَرِيّ رَحْمَة اللَّه فَقلت لَهُ قيل لي عَنهُ إِنَّه كَانَ معتزليا وَإنَّهُ لما رَجَعَ عَن ذَلِك أُبْقِي للمعتزلة نكتا لم ينقضها فَقَالَ لي الْأَشْعَرِيّ شيخنَا وإمامنَا وَمن عَلَيْهِ معولنا قَامَ على مَذَاهِب الْمُعْتَزلَة أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ لَهُم إِمَامًا ثمَّ غَابَ عَن النَّاس فِي بَيته خَمْسَة عشر يَوْمًا فَبعد ذَلِك خرج إِلَى الْجَامِع فَصَعدَ الْمِنْبَر وَقَالَ معاشر النَّاس إِنِّي إِنَّمَا تغيبت عَنْكُم فِي هَذِهِ الْمدَّة لِأَنِّي نظرت فتكافأت عِنْدِي الْأَدِلَّة وَلم يتَرَجَّح عِنْدِي حق على بَاطِل وَلَا بَاطِل على حق فاستهديت اللَّه ﵎ فهداني إِلَى اعْتِقَاد مَا أودعته فِي كتبي هَذِهِ وانخلعت من جَمِيع مَا كنت أعتقده كَمَا انخلعت من ثوبي هَذَا وانخلع من ثوب كَانَ عَلَيْهِ وَرمى بِهِ وَدفع الْكتب إِلَى النَّاس فَمِنْهَا كتاب اللمع وَكتاب أظهر فِيهِ عوار الْمُعْتَزلَة سَمَّاهُ بِكِتَاب كشف الْأَسْرَار وهتك الأستار وَغَيرهمَا فَلَمَّا قَرَأَ تِلْكَ الْكتب أهل الحَدِيث وَالْفِقْه من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة أخذُوا بِمَا فِيهَا وانتحلوه واعتقدوا تقدمه واتخذوه إِمَامًا حَتَّى
1 / 39
نسب مَذْهَبهم إِلَيْهِ قَالَ لي أَبُو بكر فَصَارَ عِنْد الْمُعْتَزلَة كَكِتَابِيٍّ أَسْلَمَ وَأظْهر عوار مَا تَركه فَهُوَ أعدى الْخلق إِلَى أهل الذِّمَّة وَكَذَلِكَ الْأَشْعَرِيّ أعدى الْخلق إِلَى الْمُعْتَزلَة فهم يشنعون عَلَيْهِ من الأشانيع وينسبون إِلَيْهِ الأباطيل أخبرنَا الشَّيْخ ابو الْقسم بن أَبِي الْعَبَّاس بن أَبِي مُحَمَّد بن آدم قَالَ أَنا جدي أَبُو مُحَمَّد بن أَبِي نصر الْمقري قَالَ سَمِعت الْحسن بن عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِي يَقُول سَمِعت أَبَا عَبْد اللَّهِ الحمراني يَقُول لم نشعر يَوْم الْجُمُعَة وَإِذا بالأشعري قد طلع على مِنْبَر الْجَامِع بِالْبَصْرَةِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَمَعَهُ شريط شده فِي وَسطه ثمَّ قطعه وَقَالَ اشْهَدُوا عَليّ أَنِّي كنت على غير دين الْإِسْلَام وَإِنِّي قد أسلمت السَّاعَة وَإِنِّي تائب مِمَّا كنت فِيهِ من القَوْل بالاعتزال ثمَّ نزل الحمراني مَجْهُول وَذكر أَبُو عمر وَعُثْمَان بن أَبِي بكر بن حمود بن أَحْمد السفاقسي المغربي وَكَانَ فهما فَاضلا لبيبا عَاقِلا وَقدم دمشق وَسمع مِنْهُ شُيُوخ شيوخنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الكتاني الْحَافِظ وَغَيره قَالَ سَمِعت الإِمَام أَبَا عَبْد اللَّهِ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد يَقُول سَمِعت غير وَاحِد من أئمتنَا يَحْكِي كَيفَ كَانَ بَدْء رُجُوع الإِمَام المبرأ من الزيغ والتضليل أَبِي الْحسن عَليّ بن إِسْمَاعِيلَ أَنه قَالَ بينَا أنَا نَائم فِي الْعشْر الأول من شهر رَمَضَان رَأَيْت الْمُصْطَفى ﷺ فَقَالَ يَا عَليّ انصر الْمذَاهب المروية عني فَإِنَّهَا الْحق فَلَمَّا استيقظت دخل عَلَيَّ أَمر عَظِيم وَلم أزل مفكرا مهموما لرؤياي وَلما أنَا عَلَيْهِ من إِيضَاح الْأَدِلَّة فِي خلاف ذَلِك حَتَّى كَانَ الْعشْر الْأَوْسَط فَرَأَيْت النَّبِي ﷺ فِي المنَام فَقَالَ لي مَا فعلت فِيمَا أَمرتك
1 / 40
بِهِ فَقلت يارسول اللَّه وَمَا عَسى أَن أفعل وَقد خرجت للمذاهب المروية عَنْك وُجُوهًا يحتملها الْكَلَام وَاتَّبَعت الْأَدِلَّة الصَّحِيحَة الَّتِي يجوز إِطْلَاقهَا على الْبَارِي ﷿ فَقَالَ لي انصر الْمذَاهب المروية عني فَإِنَّهَا الْحق فَاسْتَيْقَظت وأنَا شَدِيد الأسف والحزن فأجمعت على ترك الْكَلَام وَاتَّبَعت الحَدِيث وتلاوة الْقُرْآن فَلَمَّا كَانَت لَيْلَة سبع وَعشْرين وَفِي عادتنَا بِالْبَصْرَةِ أَن يجْتَمع الْقُرَّاء وَأهل الْعلم وَالْفضل فيختمون الْقُرْآن فِي تِلْكَ اللَّيْلَة مكثت فيهم على مَا جرت عادتنَا فأخذني من النعاس مَا لم أتمالك مَعَه أَن قُمْت فَلَمَّا وصلت إِلَى الْبَيْت نمت وَبِي من الأسف على مَا فَاتَنِي من ختم تِلْكَ اللَّيْلَة أَمر عَظِيم فَرَأَيْت النَّبِي ﷺ فَقَالَ لي مَا صنعت فِيمَا أَمرتك بِهِ فَقلت قد تركت الْكَلَام ولزمت كتاب الله وسنتك فَقَالَ لي انا أَمرتك بترك الْكَلَام إِنَّمَا أَمرتك بنصرة الْمذَاهب المروية عني فَإِنَّهَا الْحق فَقلت يارسول اللَّه كَيفَ أدع مذهبا تصورت مسَائِله وَعرفت أدلته مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة لرؤية فَقَالَ لي لَوْلَا أَنِّي أعلم أَن اللَّه تَعَالَى يمدك بمدد من عِنْده لما قُمْت عَنْك حَتَّى أبين لَك وجوهها وكأنك تعد إتياني إِلَيْك هَذَا رُؤْيا أَو رُؤْيَايَ جِبْرِيل كَانَت رُؤْيا إِنَّك لَا تراني فِي هَذَا المعني بعْدهَا فجد فِيهِ فَإِن اللَّه سيمدك بمدد من عِنْده قَالَ فَاسْتَيْقَظت وَقلت مَا بعد الْحق إِلَّا الضلال وَأخذت فِي نصْرَة الْأَحَادِيث فِي الرُّؤْيَة والشفاعة وَالنَّظَر وَغير ذَلِك فَكَانَ يأتيني شَيْء واللَّه مَا سمعته من خصم قطّ وَلَا رَأَيْته فِي كتاب فَعلمت أَن ذَلِك من مدد اللَّه تَعَالَى الَّذِي بشرني بِهِ رَسُول اللَّهِ ﷺ وَقَرَأْتُ فِيمَا رَوَاهُ الشَّيْخُ
1 / 41
الزَّاهِدُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّدَفِيُّ الْقَيْرَوَانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْن الْخياط قَالَ أَنا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ الْقَيْرَوَانِيُّ قَالَ نَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ الأَزْدِيُّ صَاحِبُ الْقَاضِي الْجَلِيلِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْبَاقِلانِيِّ قَالَ كَانَ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَشْعَرِيُّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي الأَصْلِ مُعْتَزِلِيًّا فَحَكَى لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ الْمُتَكَلّم الرَّازِيّ قَالَ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ بِطَبَرِسْتَانَ قَالَ حَكَى لَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ ﵁ قَالَ كَانَ الدَّاعِي إِلَى رُجُوعِي عَنِ الاعْتِزَالِ وَإِلَى النَّظَرِ فِي أدلتهم واستخراج فسادهم أَنِّي رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي مَنَامِي فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ لِي يَا أَبَا الْحسن كتبت الحَدِيث فَقَالَت بلَى يارسول اللَّهِ فَقَالَ أَوَ مَا كَتَبْتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُرَى فِي الآخِرَةِ فَقُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لِي ﷺ فَمَا الَّذِي يَمْنَعُكَ مِنَ الْقَوْلِ بِهِ قُلْتُ أَدِلَّةُ الْعُقُولِ مَنَعَتْنِي فَتَأَوَّلْتُ الأَخْبَارَ فَقَالَ لِي وَمَا قَامَتْ أَدِلَّةُ الْعُقُولِ عِنْدَكَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُرَى فِي الآخِرَةِ فَقُلْتُ بَلَى يارسول اللَّهِ فَإِنَّمَا هِيَ شُبَهٌ فَقَالَ لِي تَأَمَّلْهَا وَانْظُرْ فِيهَا نَظَرًا مُسْتَوْفًى فَلَيْسَتْ بِشُبَهٍ بَلْ هِيَ أَدِلَّةٌ وَغَابَ عَنِّي ﷺ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ فَلَمَّا انْتَبَهْتُ فَزِعْتُ فَزَعًا شَدِيدًا وَأَخَذْتُ أَتَأَمَّلُ مَا قَالَهُ ﷺ وَاسْتَثْبَتُّ فَوَجَدْتُ الأَمْرَ كَمَا قَالَ فَقَوِيَتْ أَدِلَّةُ الإِثْبَاتِ فِي قَلْبِي وَضَعُفَتْ أَدِلَّةُ النَّفْي فَسكت وَلم أظهر للنَّاس شَيْئًا وَكُنْتُ مُتَحِيَّرًا فِي أَمْرِي فَلَمَّا دَخَلْنَا فِي الْعُشْرِ الثَّانِي مِنْ رَمَضَانَ رَأَيْتُهُ ﷺ قَدْ أَقْبَلَ فَقَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَيَّ شَيْءٍ عَمِلْتَ فِيمَا قُلْتُ لَكَ فَقُلُتْ يارسول اللَّهِ الأَمْرُ كَمَا قُلْتَ
1 / 42