تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة
الناشر
مكتبة التوعية الإسلامية لإحياء التراث الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٠ هـ
مكان النشر
القاهرة - جمهورية مصر العربية
تصانيف
وفى الباب أثر ضعيف أيضًا، وهو ما رواه ابن أبى شيبة (٨/ ١٢٢، ١٠/ ٣٤٣) - واللفظ له - وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (١/ ١٥٣) وعنه أبو نعيم (١/ ٧٠) من طريق الجريرى عن أبي الورد عن ابن أعبد أو: ابن معبد قال: قال على: تدرى ما حق الطعام؟ قلت: وما حقه؟ قال: تقول: بسم الله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، ثم قال: تدرى ما شكره، قلت: وما شكره؟ قال: تقول: الحمد لله الَّذي أطعمنا وسقانا".
قال الهيثمي في "المجمع" (٥/ ٢٢): "وابن أعبد قال ابن المدينى: ليس بمعروف، وبقية رجاله ثقات".
قلت: لفظ ابن المديني: "ابن أعبد ليس بمعروف، ولا أعرف له غير حديثه (٢٧) عن علي أنَّه قال لفاطمة: ائتى أباك فسليه خادما" كما في "الجرح والتعديل" (٩/ ٣١٦).
وفى هذا الإِسناد علة أخرى، وهي جهالة حال أبى الورد بن ثمامة، فإنى لا أعلم أحدًا وثقه ولا ابن حبان! أما قول ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٧/ ٢٢٦): " ... وكان معروفًا قليل الحديث" (١) فليس صريحًا في التوثيق، ولذلك قال الذهبي في "الكاشف" (٣/ ٣٨٧): "شيخ".
وقال الحافظ (٨٤٣٤): "مقبول". والمراد أن الثابت عن النبي ﵌ وصحبه رضوان الله عليهم الاقتصار على: "بسم الله" وحدها في ابتداء الطعام لأدلة ذكرتها في الكتاب المتقدم ذكره، وأزيد عليها ما رواه الإِمام أحمد (٤/ ٦٢، ٣٣٧) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (١٥٦٢٠) وأبو الشيخ في "الأخلاق" (ص ٢٣٨) عن عبد الرحمن بن جبير أنَّه حَدَّثه رجل خدم النبي ﵌ ثمان سنين أنَّه سمع النبي ﵌ إذا قرب إليه طعامه يقول: "بسم الله"، وإذا فرغ من طعامه قال: "اللهم
_________
(٢٧) يعنى هذا الحديث فإن له زيادة مطولة عند عبد الله بن أحمد. وسؤال الخادم ثابت في (الصحيح) وفى رواية ابن أعبد زيادات ليست في "الصحيح".
1 / 41