تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة
الناشر
مكتبة التوعية الإسلامية لإحياء التراث الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٠ هـ
مكان النشر
القاهرة - جمهورية مصر العربية
تصانيف
أحب أن أسمع صوته". وإسناده ضعيف جدًا، عفير هذا واهٍ. قال ابن معين: لا شيء. وقال أبو حاتم: سمعت دحيمًا يقول: عفير بن معدان ليس بشيء، لزم الرواية عن سليم بن عامر. وشبَّهه بجعفر بن الزبير وبشر بن نمير (٤). وقال أبو حاتم أيضًا: هو ضعيف الحديث، يكثر الرواية عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي ﵌ بالمناكير ما لا أصل له، لا يشتغل بروايته. كما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٧/ ٣٦). والحديث رواه الشجرى في "أماليه" (٢/ ٢٨٢) من طريق الطبرانى به.
٢ - وروى ابن أبي الدنيا من طريق بكر بن خنيس عن يزيد الرقاشي عن أَنس- كما قال العراقي (٤/ ١٣٢) - قال: قال رسول الله ﵌: "إذا أحب الله عبدًا، أو أراد أن يصافيه، صب عليه البلاء صبًا، وثجه عليه ثجا (٥). فإذا دعا العبد قال: يارباه، قال الله: لبيك عبدى لا تسألنى شيئًا إلا أعطيتك، إما أن أعجله لك، وإما أن أدخره لك"كما في "الترغيب والترهيب" (٤/ ٥٢٦) وجزم الحافظ المنذرى بضعفه، فصدَّره بصيغة التمريض: "ورُوِى". وإسناده واهٍ جدًا، بكر بن خنيس قال الدارقطني وجماعة: متروك. ويزيد الرقاشي متفق على تضعيفه، وتركه النسائي أيضًا وقال شارح الترغيب ﵀: "حديث ركيك متهافت".
ورواه الديلمى من طريق يزيد الرقاشي عن أَنس (٦) بأطول منه وفيه: "فإذا دعا العبد قال جبريل: أي رب، اقضِ حاجته. فيقول الله تعالى: دعه، فإني أحب أن أسمع صوته فإذا دعا يقول الله ﷿: لبيك عبدى ... "الحديث:
والحديثان أوردهما الحافظ العراقى (١/ ٣٠٦) - في تعليقه على حديث الترجمة
_________
(٤) أي وهما متروكان متهمان بالكذب.
(٥) قال شارح الترغيب في قوله: "وثجه عليه ثجا": الثج هو الصب، وهذا التكرار دليل على ضعف الحديث.
(٦) قاله الحافظ في "تسديد القوس" كما في حاشية "الفردوس" (١/ ٣١٢).
1 / 11