تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة
الناشر
مكتبة التوعية الإسلامية لإحياء التراث الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٠ هـ
مكان النشر
القاهرة - جمهورية مصر العربية
تصانيف
"يروى المناكير عن المشاهير، وكان ينتقص على بن أبي طالب، تركه يحيى القطان وغيره".
قلت: وبلغ من غفلته أن أبا بكر بن عياش قال: "حدَّث الأحوص بن حكيم بحديث. قال: فقلت: عن النبي ﵇! فقال: أو ليس الحديث كله عن النبى ﵇؟ ". رواها العقيلى فى "الضعفاء الكبير" (١/ ١٢٠) -واللفظ له- وابن عدى (١/ ٤٠٥) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن أبي بكر. وإسنادها صحيح جليل.
وهى تذكرنى يقول أبان بن أبي عياش -وهو أسوأ حالًا من الأحوص هذا-: "وهل يروى أنس إلا عن النبى ﵌؟ " والحديث أورده الغزالى فى "الإِحياء" بلفظ: "من آخى أخًا فى الله رفعه الله درجة فى الجنة لا ينالها بشئ من عمله" فذكره العراقى باللفظ المتقدم وقال: "وإسناده ضعيف" وتوهم المناوى أن ابن أبي الدنيا رواه باللفظين -من طريقين مختلفين- فقال (٥/ ٤١٢): "ويعضده خبر ابن أبي الدينا أيضًا ... " فذكر لفظ: "الإِحياء" فلو كان اللفظان عنده لتبين ذلك فى تخريج العراقى إن شاء الله، فإنه لم يعزه إليه إلا بلفظ الترجمة. وقال العلامة الألبانى حفظه الله فى "ضعيف الجامع" (٥/ ٧٨): "ضعيف جدًا".
الثانية: عند أبي الشيخ -كما فى "كنز العمال" (٩/ ١٨) -من طريق محمد ابن حميد الرازى عن الحكم بن بشير عن عمرو بن قيس الملائى عن أبي سلمة اللوذانى عن أنس ولفظه: "أن النبى ﵌ قال: "من أحدث أخًا فى الله ﷿ رفعه الله ﷿ بها درجة فى الجنة، وما تواد رجلان فى الله ﷿ إلا كان أفضلهما منزلة عند الله ﷿ أشدهما حبًا لأخيه حتى يحدث أحدهما، وأشرهما الذى يحدث". كما فى "الجرح والتعديل" (٩/ ٣٨٤) - فى ترجمة أبي سلمة هذا.
وهذا إسناد ضعيف جدًا أيضًا فيه ثلاث علل:
الأولى: شدة ضعف محمد بن حميد الرازى فإنه متهم -مع اتصافه بالحفظ.
1 / 108