122

التبصرة للخمي

محقق

الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

قطر

تصانيف

والفرض في الوجه غسل جميعه، وأول ذلك منبت الشعر من الجبهة إلى آخر الذقن، والنزعتان (١) من الرأس تمُسحان ولا تغسلان. قال الشيخ أبو محمد عبد الله بن أبي زيد في شعر الصدغين: "من الرأس" (٢)، يريد ما لم يكن منه داخلًا في دور الوجه فإنه يغسل لأنه من الوجه. وغسل ما بين المنخرين (٣) وظاهر الشفتين فرض. وفي البياض الذي بين العذار والأذن ثلاثة أقوال، فقيل: يغسل لأنه من الوجه. وقيل: لا يغسل وليس من الوجه، وقيل: يغسله الأمرد والمرأة، والخفيف العذار (٤) من الرجال، ولا يغسله الكثيف العذار؛ لأنه ساتر لما وراءه. وعلى الأول فقهاء الأمصار؛ الشافعي (٥) وأبو حنيفة (٦). وأرى أن تغسل ذلك المرأة ومن ذُكر معها؛ لأن ذلك مواجه منهم. وفي الكثيف العذار نظر، فيصح أن يقال: إنه واجب؛ لأن الخطاب بوجوب الطهارة يتوجه قبل الالتحاء، فلا يزول ذلك الفرض بحدوث ساتر، وأن يقال: إن الفرض الأول سقط، وإن الخطاب يتوجه على ما يقع عليه

(١) الْأَنْزَعُ: هو الذي له نَزَعَتَانِ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ بَيَاضَانِ يَكْتَنِفَانِ نَاصِيَتَهُ انظر: حاشية الدسوقي: ١/ ٨٦. (٢) انظر: النوادر والزيادات: ١/ ٣٨، وعبارته: (قال غيره: وشعر الصدغين من الرأس يدخل في المسح) وغيره أي: غير ابن حبيب. (٣) المنخر: ثُقْبُ الأَنْفِ. انظر: لسان العرب: ٥/ ١٩٧. (٤) الأَمْرَدُ: الشابُّ الذي بلغَ خروج لِحْيته وطَرَّ شاربه ولم تبد لحيته، والعِذَار جانب اللحية. انظر: لسان العرب: ٣/ ٤٠٠، ٤/ ٥٤٥. (٥) انظر: روضة الطالبين: ١/ ٥١. (٦) انظر: المبسوط، للسرخسي: ١/ ١٠

1 / 19