التبريد في التراث العلمي العربي

سائر بصمه جي ت. 1450 هجري
81

التبريد في التراث العلمي العربي

تصانيف

جسم إذا فقدت حرارته فسد

وربما كانت الشقوق الصخرية التي وجدت في الكهوف والمغارات التي سكنها الإنسان تشكل الأماكن الأولى التي تمكن من خلالها من حفظ الثلج فيها؛ فهي بعيدة عن أشعة الشمس، ومعزولة طبيعيا بالطبقات الصخرية الثخينة.

بشكل عام للحفاظ على درجة برودة الثلج المجمد كان يتبع قديما عدة طرائق:

3

الجمع والرص ضمن كهوف صخرية في أثناء الشتاء.

بناء شديد الثخانة من القش والتبن، بحيث توضع بداخله قطع من الخيش السميك الذي يدعى «الجنفيص»، ثم يجمع الثلج ويكبس بشدة حتى يمتلئ المستودع، ثم يغطى بالخيش.

صنع صناديق خشبية ووضعه فيها.

في البدايات استخدمت صناديق مصنوعة من معدن الرصاص، لكن في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين للميلاد استخدم معدن التوتياء.

طبعا يوجد الآن طرائق أخرى للتخلص من الحرارة من جسم من دون أن يلامس جسما آخر أبرد منه، وهي طريقة التبريد الميكانيكي. ويعمل التبريد الميكانيكي بتغيير مادة تسمى المبرد من الحالة الغازية إلى الحالة السائلة ثم إلى الحالة الغازية مرة أخرى؛ ففي الثلاجة مثلا تعصر المضغطة مبردا غازيا إلى حجم صغير، ويقلل الضغط تبعثر واضطراب المبرد بقدر كبير بحيث يتحول إلى سائل. بعد ذلك يتمدد المبرد السائل المضغوط عند صمام يؤدي إلى أنابيب موجودة في الجزء المعزول من الثلاجة. وعندما ينخفض الضغط بسبب التمدد تنخفض درجة الحرارة كذلك ، وبالتالي يمتص المبرد حرارة من الطعام الموجود في الثلاجة. وتنخفض درجة حرارة الطعام ما ظلت الحرارة تنساب خارجة منه. ويتحول المبرد المسخن بامتصاصه للحرارة إلى غاز؛ ومن ثم ينساب خلال أنابيب أخرى راجعا إلى المضغطة، ومن ثم تبدأ دورة التبريد مرة أخرى. نظريا، أبرد درجة حرارة يمكن أن يصل إليها جسم هي الصفر المطلق، وهو يساوي −273,15° مئوية. وتقع دراسة كيفية الوصول إلى درجات حرارة مقاربة للصفر المطلق ضمن مجال فيزياء الحرارة المنخفضة.

4

صفحة غير معروفة