Science
المصوغ في عشرينيات القرن التاسع عشر، والذي لم نضع له مقابلا في لغتنا العربية، لا من حيث هو أشرف ولا أحط من «علومنا» النقلية أو العقلية، ولكن من حيث أن مصطلح «علم» لدينا عريق جدا واسع وفضفاض، فهو كل إدراك لعلائم الأشياء وسيمائها، كل جهد نظامي ونشاط عقلي، فضلا عن تشبعه بشحنات تبجيلية وعاطفية، أما مصطلح
Science
فقد وضع أولا من أجل العلوم الطبيعية (الفيزيوكيماوية) بمناهجها التجريبية الصارمة ولغتها الرياضية المحكمة، ثم امتد ليشمل علوما أخرى، حيوية ثم إنسانية، استطاعت أن تحذو حذوها.
فهو مصطلح صيغ للدلالة على نشاط نام حديثا في نسقية صاعدة واعدة، تجعله مختلفا عن كل ما سبقه، هذا النشاط التخصصي جدا - حتى إنه هو الذي علمنا معنى التخصص - له موضوع محدد جدا ومعايير ومثاليات خاصة ترسم له حدودا حاسمة، كان من الأجدى تعيينه بأي مصطلح آخر، ليكن «س» أو «ص» أو «ل»، ونترك مصطلح «علم» لرحابة آفاقه في حضارتنا أو أيديولوجيتنا، ككل شامل
Science
وما سواه.
ولأنه لم يحدث مثل هذا التحديد المصطلحي في مجمل حضارتنا (في جامعة القاهرة العريقة: كلية العلوم وكلية دار العلوم) يتسم مصطلح العلم لدينا بالميوعة التي تنعكس في ميوعة وضع «العلم» في أيديولوجيتنا، لدرجة تستدعي الملام.
وليس المناط في الملام ولا في العتاب، فنحن بإزاء نسق «العلم» الطبيعي الذي يتعملق في متوالية. لقد تعاظم شأن مشروعه، وتعقدت آلياته التخصصية ومناهجه البحثية، وترسمت شرائعه ونواميسه، التي لا تقبل إلا التكرس والتبتل من كل من أراد المساهمة بنصيب في النماء والتقدم المتواصل، ولم يعد من الممكن بحال اعتبار العلم
Science
صفحة غير معروفة