طبقات الزيدية الكبرى (القسم الثالث)
تصانيف
44- أحمد بن حميد الحارثي [... - ...]
أحمد بن حميد بن سعيد الحارثي الفقيه، شهاب الدين.
يروي كتاب (الشفاء) للأمير الحسين، و(أصول الأحكام) للإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان، و(نهج البلاغة)، و(الأربعين السليقية) وشرحها (حديقة الحكمة)، و(شرح الإبانة)، و(الكشاف) في التفسير لجار الله الزمخشري وشرح الإبانة إلى كتاب الرهن، كل ذلك سماع على الإمام محمد بن المطهر عليه السلام ، وباقي شرح الإبانة، وساير كتب الأئمة وشيعتهم إجازة عامة من الإمام المذكور، وسمع كتب الأصولين وكتب الفقه على شيخ الزيدية محمد بن يحيى حنش، وكتب الفرائض على أحمد بن يحيى الفضيلي ، وسمع البخاري ومسلم الصحيحين على الإمام يحيى بن حمزة، وقرأ في النحو على محمد بن سليمان [الباعث] .
قلت: وأجل تلامذته الإمام علي بن محمد، والواثق المطهر بن محمد، والسيد المهدي بن القاسم، والسيد محمد بن عبد الله الحسيني الموسوي.
قال الواثق في حقه: ينبوع العلم الفوار، وزبرقان الفلك الدوار، طراز علالة الكراسي، وطود الحكمة الراسي.
أديب رست للعلم في أرض صدره .... حبال جبال الأرض في صيتها قف
يحل العقود الفلسفيات فكره .... ويستغرق الألفاظ من لفظه حرف
فاتح الارتاج ودرة التاج.
وإن صخرا لتأتم الهداة به .... كأنه علم في رأسه نار
وقال حي السيد يحيى بن المهدي: كان عالما، فاضلا، ورعا، يرى لآل بيت محمد أبلغ ما يرى لنفسه، ويهتش عند رؤيتهم اهتشاش (البهم الصرم) ما لم أره في غيره، وكان في علم الكلام كعبد الجبار قاضي القضاة، وفي الورع كعمرو بن عبيد، وفي ولاء أهل البيت كالصاحب بن عباد.
وقال غيره: هو شيخ الأئمة وترجمان علومهم. كان فقيها، إماما، عابدا، ناسكا.
وفاته في عشر الخمسين وسبعمائة.
صفحة ١٠١