طبقات الزيدية الكبرى (القسم الثالث)
تصانيف
كان عليه السلام سيدا، ساميا، نبراسا، رئيسا، جليلا، مهيبا، من أعضاد الدين وأعمدة المسلمين، من أهل الحمية على الإسلام، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وتولى الأعمال الكثيرة بصعدة لوالده رضوان الله عليه ولأخيه المؤيد بالله، وكمل وسارت بذكره الركبان، وكان قد تولى الشرف، ثم تولى صعدة ، وكان معروفا باصطناع المعروف وإجازة الشعراء بالمنح والرغائب، ومده الكبراء والفضلاء، وادخر عدة للحرب كاملة، وله في الجهاد اليد الطولى، وكان جهاده ما بين صعدة وصنعاء ، ثم استقرت ولايته على بلاد حاشد وبكيل والمغرب ، وعمر بالروضة الجامع المقدس وهو من عجائب الدنيا، أما في الإقليم اليماني فما له نظير، ووقف له أوقافا واسعة، بلغنا أن الأعاجم يكتبون في نقوشهم صورته، وبعد موت الإمام المؤيد بالله دعا دعوة اختلفت مساحاتها بالإجابة، وخطب له على المنابر جميعها إلا ما كان من المدن الوسطى من اليمن وضوران ، ثم كانت أمور عادت إلى السلامة، واستقرت الدعوة المتوكلية، وتولى صعدة وبلادها عن أخيه المتوكل على الله، ولم يزل بصعدة آمرا ناهيا حتى توفي ليلة الأربعاء بعد العشاء لسبع بقت من صفر من شهور عام ست وسبعين وألف سنة، وعمرت عليه قبة فائقة الشكل قريبا من قبة جده الهادي عليه السلام معروفة مشهورة.
صفحة ١٦٠