269 - الركن البكراني وأبوه
ركن الدين، ابن رفيع الدين محمد الأبهري، المعروف بالبكراني، كان اماما في كثير من العلوم، لا سيما العقلية، صحيح الاعتقاد، وله ديوان مشتمل على شعر دقيق، ودرس بالسلطانية، وتوفي بها بعد الأربعين وسبعمائة، وكان والده أيضا عالما ورعا، وله «ديوان شعر».
270 - زين الدين البلفيائي ووالده
زين الدين، عمر بن محمد بن عبد الحكم بن عبد الرزاق البلفيائي، وبلفياء بباء موحدة، ثم لام مكسورتين، بعدها فاء، ثم ياء مثناة من تحت، بلدة من إقليم البهنسا بالديار المصرية، كان المذكور إماما في الفقه، غواصا على المعاني الدقيقة، منزلا للحوادث على القواعد والنظائر تنزيلا عجيبا، لم أر في هذا الباب مثلهوكان عارفا بالأصول، خيرا دينا متواضعا، كثير المروءة، ولد بالقاهرة، وتفقه على العلم العراقي، والشيخ علاء الدين الباجي. وسمع من أبي المعالي الأبرقوهي، وغيره، وشرح «مختصر التبريزي» في الفقه شرحا جيدا مشتملا على فوائد غريبة، وكان له مركز يحكم فيه في القاهرة تولى قضاء حلب، فسار فيه سيرا حسنا، ثم وقع بينه وبين نائب السلطنة هناك فسعى في عزله. وقد ذكره ابن الوردي الحلبي، في أثناء قصيدة طويلة، فقال:
كان والله فقيها نزها وله عرض عريض ما اتهم
كان لا يدري مداراة الورى ومداراة الورى أمر مهم
فلما خرج من حلب تولى تدريس المدرسة النورية، بحمص فأقام بها مدة، ثم سافر إلى القاهرة فأقام قليلا ثم تولى قضاء صفد فمكث قليلا ومات بها في شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبعمائة شهيدا بالطاعون وهو في حدود السبعين، وكان والده رجلا فاضلا، أخبر ولده المذكور بأنه شرع في شرح على «الوسيط» لم يكمله.
صفحة ١٤٠