طبقات الشافعية الكبرى
محقق
محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو
الناشر
هجر للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٣ هجري
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
التراجم والطبقات
لَيست من أَوْلَاد عَلِيّ نعم ذكر ابْن عَبْد الحكم أَن الشَّافِعِي قَالَ لَهُ كَانَت أُمِّي من الأزد وَهَذَا نقف بِهِ الحكم بِأَنَّهَا علوِيَّة إِلَّا أَن يحمل عَلَى أَنَّهَا أزدية علوِيَّة من جِهَتَيْنِ وَللَّه درها من أَي قَبيلَة كَانَت أَمن العلويين العالين قدرا جمع اللَّه شملهم وَشَمل جمعهم أم من الأزد الَّذين قَالَ فيهم رَسُول اللَّهِ ﷺ فِيمَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ الأزد أَزْد اللَّه فِي الأَرْض يُرِيد النَّاس أَن يضعوهم ويأبى اللَّه إِلَّا أَن يرفعهم
وَلم يكن مقصدنا هُنَا إِلَّا تَبْيِين أَنه معلم الطَّرفَيْنِ كريم الْأَبَوَيْنِ قرشي هاشمي مطلبي من الْجِهَتَيْنِ وَيَكْفِينَا فِيمَا نحاوله جِهَة الْأُبُوَّة فَإِنَّهُ قرشي مطلبي من تِلْكَ الْجِهَة قطعا وَعلي كرم اللَّه وَجهه ابْن خَالَته كَمَا هُوَ ابْن عَمه أما كَونه ابْن عَمه فَظَاهر وَأما كَونه ابْن خَالَته فَلِأَن أم السَّائِب بْن عبيد جد الشَّافِعِي هِيَ الشفا بنت الأرقم بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف وَأم هَذِهِ الْمَرْأَة خليدة بنت أَسد بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف وَأم عَلِيّ بْن أَبِي طَالب فَاطِمَة بنت أَسد بْن هَاشم بْن عَبْد منَاف فَظهر أَن عليا ﵁ ابْن خَالَته بِمَعْنى ابْن خَالَة أم جده وَالْغَرَض الْأَعْظَم تَبْيِين أَنه قرشي مطلبي وَذَلِكَ أَمر قَطْعِيّ وَمن أَجله سقنا مَا أوردناه من الْأَحَادِيث
قَالَ أَئِمَّتنَا ﵃ هَذِهِ الْأَحَادِيث الَّتِي يُؤَيّد بَعْضهَا بَعْضًا دَالَّة دلَالَة لَا مدفع لَهَا عَلَى تَعْظِيم قُرَيْش وَأَن الْحق عِنْد اخْتِلَاف الْخلق فِي جِهَتهَا وَأَن حبها حب للنَّبِي ﷺ وبغضها بغض لَهُ وَأَن من أَرَادَ إهانتها أهانه اللَّه وَأَن النَّاس تبع لَهَا وَأَن الْأَمر فِيهَا لَا يزَال مَا بَقِي فِي النَّاس اثْنَان وَأَن الْأَئِمَّة مِنْهَا وَأَن من آذاها فقد آذَى رَسُول اللَّهِ ﷺ وَأَن للْوَاحِد مِنْهَا قُوَّة الرجلَيْن من غَيرهَا فِي نبل الرَّأْي إِلَى غير ذَلِك مِمَّا وقفت عَلَيْهِ
قَالُوا وَالْإِمَام الْقرشِي الَّذِي لَا يخْتَلف عاقلان فِي أَنه من قُرَيْش هُوَ الشَّافِعِي رَضِيَ اللَّهُ
1 / 195