طبقات القراء السبعة وذكر مناقبهم وقراءاتهم
محقق
أحمد محمد عزوز
الناشر
المكتبة العصرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
صيدا بيروت
فأما السّوسنجردي فقرأ بها على النقاش، وقال: قرأت بها على أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن الحسن، المعروف بالشطي، وقرأ على إدريس بن عبد الكريم.
قال الكندي: وقرأت بها على أبي محمد عبد الله، وقرأ على أبي الفضل، وقرأ على أبي المعالي.
فأما/ أبو الفضل فقرأ بها على الكارزيني، على المطّوّعي، وأما أبو المعالي فقرأ بها على أبي العلاء الواسطي، وقرأ [على] (١) أبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي من الكتاب، وقرأ القطيعي والمطّوّعي على إدريس بن عبد الكريم، وقرأ على خلف، وقرأ خلف على الجماعة المذكورين أولا، منهم حمزة بن حبيب ﵃، ومات خلف في سنة سبع وعشرين ومائتين في خلافة الواثق بالله، وكان مولده في سنة خمسين ومائة.
قال خلف: قرأت القرآن على سليم مرارا، وكنت أسأله عند الفراغ من الختمة أروي هذه القراءة التي قرأت عليك عن حمزة؟ فيقول: نعم.
قال عمر بن قائد الأدمي: سمعت خلف بن هشام يقول: قرأت على سليم في يوم من أول القرآن حتى بلغت سورة المنافقين، فما ردّ عليّ شيئا، فانتهيت إلى قوله: ولكن المنافقين لا يعلمون، فرفع رأسه وقال: والله إنك حافظ، ولكن تحتاج إلى قليل فقه، فقلت: وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (٢).
وقرأ على الكسائي، وقيل: إنه كان يحضر بين يدي الكسائي، ويسمع قراءته، ولم يقرأ عليه، والله أعلم بالصواب.
وكان يكره أن يقال له البزار، ويقول: ادعوني المقرئ.
وحكى محمد بن الجهم قال: كان خلف موسعا عليه، وكان يصلح في كل يوم أحد طعاما، ويجمع الكسائي والفرّاء وأمثالهما، فيأكلون ويبحثون في العلم والنحو والغريب واللغة.
_________
(١) زيادة يقتضيها السياق؛ لكون أبي العلاء محمد بن علي الواسطي تلميذا لأبي بكر القطيعي، انظر ترجمة أبي العلاء في «غاية النهاية» (٢/ ١٩٩ - ٢٠٠)، وترجمة القطيعي أيضا في «غاية النهاية» (١/ ٤٣).
(٢) سورة المنافقون، الآية: ٧.
1 / 97