وقد رويت مناظرته لواصل في الفاسق على صور مختلفة فقيل: قال واصل لعمرو: ألست تزعم ان الفاسق «9» يعرف الله تعالى وانما خرجت المعرفة من قلبه عند قذفه فان قلت: لم يزل «10» يعرف الله فما حجتك وانت لم تسمه منافقا قبل القذف «11» وان زعمت ان المعرفة خرجت من قلبه عند قذفه قلنا لك: فلم لا ادخلها في «12» القلب بتركه القذف كما اخرجها بالقذف، وقال له: أليس الناس يعرفون الله بالأدلة ويجهلونه بدخول الشبهة فأي شبهة دخلت على القاذف؟
فرأى عمرو لزوم هذا الكلام فقال: ليس بيني وبين الحق عداوة فقبله وانصرف ويده في يد واصل
وكان يقول: اللهم أغنني «1» بالافتقار أليك «2»!
وقيل قال: يا أبا عثمان لم «3» استحق «25» مرتكب الكبائر «4» اسم النفاق؟ قال «5»:
لقوله «6» تعالى: والذين «7» يرمون المحصنات الى قوله: وأولئك هم الفاسقون (24 النور: 4) ثم قال «8»: إن المنافقين هم الفاسقون «9» (9 التوبة: 67) فكان كل فاسق منافقا «10» اذ كان «11» الألف واللام «12» موجودين «13» في باب «14» الفسق، فقال «15» واصل:
أليس الله تعالى قال «16»: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون (5 المائدة:
صفحة ٣٧