وكان واصل يلازم «10» مجلس الحسن ويظنون به الخرس من طول صمته فمر «16» ذات يوم بعمرو بن عبيد فاقبل عليه بعض مستحبي «11» واصل فقال: هذا الذي تعدونه في الخرس ليس احد اعلم بكلام غالية «1» الشيعة ومارقة الخوارج وكلام الزنادقة والدهرية «2» والمرجئة وسائر المخالفين والرد عليهم منه، قال عمرو: أنى هذا وله «3» عنق «4» لا يأتي معها بخير، وكان واصل طويل العنق، ثم قال عمرو بعد «12» ذلك: واشهد ان الفراسة باطلة الا ان ينظر رجل بنور الله
قال الجاحظ: ولما قال بشار بن برد بالرجعة وتكفير جميع الامة تبرأ «13» منه واصل وكان صديقا له ومدحه بشار وذكر خطبته التي الغى «5» منها الراء وكانت على البديهة وهي مع ذلك اوسع «6» من خطبة خالد بن صفوان وشبيب بن شبة «7» فقال بشار شعرا (من البسيط):
تكلف «8» القول «9» والاقوام قد حفلوا ... وحبروا خطبا ناهيك من خطب «14»
صفحة ٣٠