فمر به هشام بن عبد الملك قال: ارى هذا يعيبني ويعيب آبائي والله ان «14» ظفرت به «15» لأقطعن يديه ورجليه، فلما ولي هشام خرج غيلان وصاحبه صالح الى ارمينية فأرسل هشام «16» في طلبهما فجي ء بهما فحبسهما اياما ثم اخرجهما وقطع ايديهما وارجلهما وقال لغيلان: كيف ترى ما «1» صنع بك ربك؟ فالتفت غيلان فقال: لعن الله من فعل بي هذا! واستسقى صاحبه فقال بعض من حضر «2»:
لا نسقيكم «3» حتى تشربوا من الزقوم، فقال غيلان لصالح: يزعم «4» هؤلاء انهم لا يسقوننا حتى نشرب من الزقوم ولعمري لئن «5» كانوا صدقوا إن الذي نحن فيه ليسير في جنب ما نصير إليه بعد ساعة من عذاب الله ولئن كانوا كذبوا ان الذي نحن فيه ليسير في جنب ما نصير إليه بعد ساعة من روح الله فاصبر يا صالح! ثم مات صالح وصلى عليه غيلان ثم اقبل على الناس وقال «6»: قاتلهم الله كم من حق أماتوه، وكم من باطل قد احيوه، وكم من ذليل في دين الله اعزوه، وكم من عزيز في دين الله اذلوه، فقيل لهشام: قطعت يدي غيلان ورجليه واطلقت لسانه انه قد بكى الناس ونبههم على ما «7» كانوا عنه غافلين، فارسل إليه من قطع لسانه فمات رحمه الله تعالى
صفحة ٢٧