كلامه (^١)، وقال في لسان الميزان: متروك سعة علمه (^٢)، وبهذا يتضح ضعف الواقدي واطراح حديثه، إلا أنه في باب الأخبار والمغازي والسير تورد رواياته ولكن لا يحتج بها إذا انفرد خاصة إذا كان فيها ما يستغرب أو يستنكر ومن باب أولى أن لا يعارض بها الروايات الصحيحة.
وقال الحافظ ابن كثير: الواقدي عنده زيادات حَسَنَة، وتاريخ محرّر غالبا، فإنه من أئمة هذا الشأن الكبار، وهو صدوق في نفسه، مِكْثَار (^٣).
وقد حاول ابن سيد الناس، توثيق الواقدي، وأن مآخذ الأئمة عليه بسبب الإغْرَاب والتفَّرَد، وقال: هو واسعُ العلم، وَسَعَةَ العلم، مَظِنّة لكثرة الإغراب، وكثرة الإغراب مَظنَّة للتهمة (^٤) كما حاول أحد المعاصرين (^٥) تقوية أمر الواقدي، ولكن هيهات أن ينقض الإجماع الذي نقله العلماء الحفاظ، أهل التتبع والاستقراء من أمثال: المزي، والذهبي، وابن حجر.
٢ - أبو نُعَيم الفضل بن دُكَين (^٦) (١٣٠ - ٢١٩ هـ): -
هو الفضل بن عمرو - ودُكَين لقب (^٧) - ابن حماد بن زهير بن درهم،
_________
(^١) تهذيب التهذيب: ٩/ ٣٦٨.
(^٢) لسان الميزان: ٧/ ٥٢١ ومثله في تقريب التهذيب: ٢/ ١٩٤.
(^٣) البداية والنهاية: ٣/ ٢٣٤.
(^٤) عيون الأثر: ١/ ٢٦.
(^٥) هو زاهد الكوثري في مقدمة الطبقات الكبرى التي بدأت بطباعتها لجنة نشر الثقافة الإسلامية بجمعية الجهاد الإسلامي بالقاهرة سنة ١٣٥٧ هـ وطبع منها أربعة أجزاء صغيرة فقط.
(^٦) من مصادر ترجمته، الطبقات الكبرى: ٦/ ٤٠٠ والجرح والتعديل: ٧/ ٦١، وتاريخ بغداد: ١٢/ ٣٤٦ وتهذيب الكمال (ص ١٠٩٧)، وسير أعلام النبلاء: ١٠/ ١٤٢ وتهذيب التهذيب: ٨/ ٢٧٠.
(^٧) تاريخ بغداد: ١٢/ ٣٤٧.
1 / 35