التاريخ الكبير (^١)، كتاب الحرة (^٢)، كتاب الصوائف (*).
ولا شك في أنه قد استفاد من هذه الكتب مَنْ جاء بعده، وأولهم كاتبه محمد بن سعد، قال محمد بن موسى: الذين اجتمعت عندهم كتب الواقدي أربعة أنفس: محمد بن سعد الكاتب أولهم (^٣).
وابن سعد لا يصرح بأسماء كتب شيخه التي أخذ منها بالرواية والسماع أو بالإجازة. غير أن جمع الروايات التي أسندها من طريق الواقدي، وضم بعضها إلى بعض، يشكل الموضوعات التي ألف فيها الواقدي، فمولد الحسن والحسين، ويوم الدار، والجمل، وصفين، وفتوح الشام، والعراق، ومقتل الحسين، ومرج راهط، كلها موضوعات تحدث عنها ابن سعد في هذا القسم من طبقاته وأورد فيها روايات من طريق الواقدي، مما يدل على أنه استفاد من كتب شيخه، وقد كان أكبر شيخ أخذ عنه، فهذا القسم يحوي خمس عشرة وسبعمائة رواية منها سبع وثمانون ومائة رواية من طريق الواقدي، وهي تشكل نسبة ٢٦ % من عدد الروايات، وهي نسبة عالية لم يصل إليها بل إلى نصفها أي شيخ آخر، فأبو نعيم الفضل بن دكين، يأتي في المرتبة الثانية بعد الواقدي ولكن نسبة المرويات من طريقه تمثل ١٠ % فقط. ولا غرابة في كثرة مرويات ابن سعد عن الواقدي إذا أخذنا في الاعتبار طول ملازمته له، وكتابته عنه، واجتماع كتبه عنده، واتحاد التخصص والاهتمام العلمي بينهما.
وهنا مسألة ينبغي أن لا نغفلها ونحن نترجم للواقدي، وهي أقوال أهل العلم في عدالته، فلقد استوعب الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (^٤)،
_________
(^١) نفس المصدر.
(^٢) نقل عنه السمهودي في "وفاء الوفاء" في عدة مواضع: ١/ ١٢٤، ١٢٧، ١٢٩، ١٣١، ١٣٢.
(^٣) تاريخ بغداد: ٥/ ٣٢١، وانظر عن آثاره وأماكن وجود مخطوطاتها، فؤاد سركين تاريخ التراث العربي ٤٧١ - ٤٧٤.
(^٤) تاريخ بغداد: ٣/ ٣ - ٢٠.
(*) تاريخ دمشق ٤/ ٤٢.
1 / 33