وقد قدم بغداد، واستقر بها، ولازم شيخه محمد بن عمر الواقدي، وكتب له مدة من الزمن حتى عرف به.
كما قدم الكوفة ورحل إلى المدينة النبوية وإلى مكة وأخذ من علماء تلك البلدان، ولا نجد في المصادر ما يفيدنا عن تاريخ رحلاته إلى هذه الأمصار إلا ما ذكر هو خلال ترجمة أبي علقمة الفَرَوي مولي آل عثمان بن عفان، حيث ذكر أنه لقيه بالمدينة سنة تسع وثمانين ومائة (^١)، وعمره في ذلك الوقت لا يتجاوز إحدى وعشرين سنة، مما يدل على رحلاته المبكرة في طلب العلم.
وابن سعد لا يتحدث عن نفسه في كتاب الطبقات ولا يشير إلى تاريخ رحلاته ولقياه للعلماء مِمّا حَرَمنا من مثل هذه المعلومات التي يمكن الاستفادة منها في دراسة حياته.
والأمر يحتاج إلى معرفة وفيات شيوخه في البلدان التي زارها وترتيبها ترتيبا تاريخيا ليعرف على وجه التقريب تاريخ دخوله لكل مصر من هذه الأمصار التي رحل إليها.
• ثقافته: -
شيوخ ابن سعد في كتاب الطبقات يزيد عددهم على مائتين وخمسين شيخا (^٢)، ويمثلون مساحة واسعة من التخصصات العلمية المتنوعة، مثل علم الحديث والرجال، والجرح والتعديل، والفقه وعلوم القرآن، والسير والأخبار والمغازي والفتوح والأحداث، وكذلك الأدب والأنساب والشعر واللغة.
_________
(^١) الطبقات الكبرى: ٥/ ٤٢٤.
(^٢) انظر قائمة شيوخه في المطبوع من طبقاته في الملحق الذي أعده: عز الدين عمر موسى، في كتابه: ابن سعد وطبقاته، ملحق رقم (١)، وفي القسم المتمم (ص (٤٦)، وفيما يأتي من هذه الدراسة (ص ٣١).
1 / 25