============================================================
انقشع من موضع تلك الخطوط شيء كاثار الكي، ولم يعد إليه ذلك الوجع أبدا.
وكراماته مشهورة، وآثاره مذكورة، نفع الله به، وكانت وفاته آخر سنة ثمان عشرة وسبعمائة ببلده، وهي قرية قريبة من مدينة بيت حسين تعرف ببيت الفقيه نسبة إليه، وقبره هنالك وقبور ذريته وأهله، مشهورة مقصودة للزيارة والتبرك نفع الله بهم، وبنو حشيبر هؤلاء قوم أخيار صالحون، ولا يخلو كل زمان ممن يشهر منهم بالولاية التامة، وقد تقدم ذكر إبراهيم ولد الفقيه محمد المذكون وذكر الغقيه على بن أحمد من متأخريهم، وسيأتي ذكر من تحقق حاله منهم إن شاء الله تعالى، نفع الله بهم أجمعين، ونسبهم في بني هل بن عامر بطن من بطون عك بن عدنان، وهو بفتح الهاء وتشديد اللام، هكذا ضبطه الجندي وغيرد.
بو عبدالله محمد بن يعقوب بن الكميت بن سود بن الكميت المعروف بأبي حربة سمي بذلك لكونه أشار بإصبعه إلى بعض الظلمة كهيئة الطعنة فقتله، فكان بعد ذلك لا يشير بها إلا منحرفة عن صوب المشار إليه في الجد والهزل، كان نفع الله به قد تفقه في بدايته، فرأى النبي في المنام يقول له: قم يا محمد في حوايج الخلق ولك الدفاء والكفاء والوفاء، فقال له: يا رسول الله إني أريد أن أشتغل بالعلم، فأعاد عليه النبي ثانيا وثالثأ وهو يقول له كذلك، فقال له مالك: أن تخالفنا، قال الفقيه: فما قمت في حاجة إلا وأنا أنظرها مكتوبة في السماء تقضي ما تقضي سر لا تسر، وما سرت إلا وعلم من نور من الأرض إلى السماء تحمله القدرة قبلي حيث سرت، وكان يقول لأصحابه ولمن تعلق به من الفقراء والضعفاء الذين يحرثون: ما دام هذا الجمل يحمل فحملوا عليه، وكان يدخل في اسمه في الديوان خسة الاف دينار وستة أو سبعة عشر آلف درهم، ولا يسلم هو ولا من معه شيئا حى قال السلطان المؤيد لولاته: اجعلوا بيننا وبين هذا الفقيه حدا في المسامحة، فعرفه الولاة بذلك، فكره التحديد، وكانت للفقيه المذكور كرامات كثيرة مشهورة 74
صفحة ٢٧٤