245

============================================================

وعملا، وإليه كانت الإشارة في علم القراءات في سائر اليمن كافة، وكان مبارك التدريس ما قرأ عليه أحد إلا انتفع به، وكان يسكن قرية من نواحي جبا، بفتح الجيم وباء موحدة، وهي جهة متسعة خرج منها جماعة من الصالحين والعلماء، كالشيخ أحمد بن علوان وغيره، وهي على دون مرحلة من مدينة تعز، وكانت له كرامات ظاهرة، وكان كثير الزيارة لأهل المقابر ببلده، فبينا هو يوما يزور قبور أهله ومشاهير العلماء والصالحين، إذ سمع مناديا ينادي من قبر هنالك، وهو يقول: يا مقرىء عمر أنت ما تزور إلا أصحاب الجاهات، فالتفت إلى القبر وزاره ولم يزل يزوره كلما وصل تلك المقبرة قبل كل أحد، وأعلم به الناس، فصار يزار ويتبرك به، قال الجندي: وهو قبر رجل يعرف بالسروي، بفتح السين المهملة والراء وكسر الواو ثم ياء نسب، كان درسيا صالحا رحمه الله تعالى امين.

أبو الخطاب عمر بن عبد الرحمن بن حسان القدسي أصله من القدس الشريف، ثم لحق بأم عبيدة وعمره اثنتا عشرة سنة، فأدرك بها الشيخ نجم الدين الأخضر من ذرية الشيخ أحمد الرفاعي، فأخذ عنه الخرقة وترب بين يديه، فلما استكمله الشيخ، أمره أن يدخل اليمن وينشر الخرقة الرفاعية هنالك، وأخبره أن يجتمع برجل من الصالحين ينتفع به في دينه ودنياه، فلما دخل اليمن اجتمع بالفقيه عمر بن سعيد المقدم ذكره، وأقام عنده بذي عقيب أياما، ثم سكن موضعا قريبا منه، ثم انتقل بعد ذلك إلى عدة اماكن، وابتنى بها عدة ربط حتى كان اخر رباط سكنه الذهوب تحت مدينة أبت، ولم يزل به حتى توفي سنة ثمان وثمانين وستمائة، بعد ان شهر الخرقة الرفاعية في اليمن، وانتشرت عنه انتشارا كليا، لا سيما في مخلاف جعفر، وقبره هنالك مشهور يزار ويتبرك به رحمه الله تعالى امين.

ابو حفص عمر بن على بن مغلفر كان فقيها عالما ورعا زاهدا من أقران الفقيه أبي بكر الحداد الآتي ذكره إن 49

صفحة ٢٤٥