129

============================================================

فقصد الفقيه حسينا المذكور وقال له: ادع لي بقضاء الدين، فقال: اللهم اقض دينه وفرج همه، فلما عزم من عنده ووصل منزله، وجد رسلا من الشيخ علوان بطلبه، فعزم معهم اليه، وكان شيخ تلك البلاد والحاكم عليها، فلما اجتمع به قال له: يا فقيه انه خطر ببالي الليلة أن أبني مدرسة وأجعلك مدرسا بها فأرسلت لك، ثم بعد ذلك ضعف عزمي وقلت: ان هذه البلاد ليست بلاد مدارس، فبالله ما كان من آمرك الليلة فأخبره يزيارته للفقيه حسين، وانه دعا له بقضاء الدين، فقال الشيخ علوان: وكم دينك؟ فقال: كذا وكذا، فقال: لا بأس ارجع الى منزلك، فلما رجع الى منزله وجد أحمالا من البر والزبيب وغير ذلك، ووجد كيسا فيه دراهم قدر الذي عليه ومثله معه، وقال له أهله: هذا أرسل به الشيخ علوان، فعلم ان ذلك ببركة دعاء الفقيه حسين نفع الله به، وله من ذلك شيء كثير مما يدل على استجابة دعائه، وكانت وفاته بقرية العراهد من وادي السحول، وهي بفتح العين المهملة وبالراء قبل الألف وبعدها هاء مكسورة ثم دال مهملة، ووادي السحول المذكور، هو بفتح السين وضم الحاء المهملتين واذ مبارك كثير الخير والمزارع، يشتمل على قرى كثيرة، خرج منها جماعة من العلماء والصالحين، وفي الحديث أن النبي كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية نسبة الى هذا الموضع، وقبر الفقيه المذكور بالقرية المذكورة مشهور يزار ويتبرك به تفع الله به امين.

أبو مروان الحكم بن أبان العدني هو الحكم بن آبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه، كان أحد فقهاء التابعين، وكان كثير الاجتهاد في العبادة.

يحكى انه كان يقوم الليل فإذا غلبه النوم القى نفسه في البحر وقال: أسبح الله مع الحيتان، امتحن بقضاء عدن مدة، وكان مشهورا بالعفاف وكرم التفس، والمسجد المعروف في مدينة عدن بسجد أبان مسوب الى والده، وهو من 129

صفحة ١٢٩