============================================================
أبو عبدالله الحسين بن أب بكر بن الحسين السودي بفتح السين وكسر الدال المهملتين وسكون الواو بينهما واخره ياء نسب، كان المذكور فقيها عالما صالحا مشهور الفضل، صاحب كرامات، تفقه في بدايته، ثم غلب عليه النسك والتعبد وسلوك الطريق: يروى عن الفقيه عمر بن علي السودي انه قال: بينما نحن جلوس أنا والفقيه حسين والشريف محمد بن العفيف، إذ قال الفقيه حسين: يا شريف، هل تصدق بكرامات الصالحين؟ فقال الشريف: وما هذه الكرامات؟ فقال له الفقيه: إن في الصالحين من يطير فيقف في عرفات، ومنهم من يخطو خطوة وهي أعلى درجة من الطيران، ومنهم من يهم فإذا هو في الموضع الذي هم به وهو أعلى من الخطوة، ومنهم من يجمع الله له الأرض، فإذا هي بين يديه وهذا أعلى من الكل. فقال الشريف: ما يصدق بهذا أحد من الشافعية إلا أن يكون أنت، فقال الفقيه: أنا أشهد على من هو على هذه الحالة، فقال: ما أقبل إلا أن يكون هو أنت، فقال الفقيه: سئل بعض العلماء عن الصدق القبيح فقال: هو ثناء المرء على نفسه وروى بعض أصحاب الفقيه قال: كنا معه في الخرم الشريف في ليلة مظلمة وبرد شديد، إذ قام بعض خدم السلطان فأحرم بركعتين في أول الليل تم ابتدأ من أول القرآن، فلم يزل قائما حتى ختم فيهما القرآن كله في آخر الليل، وكان الفقيه قد نام في الحرم والرجل يصلي، ثم انتبه وهو يصلي فرقبه الفقيه حتى فرع ثم قال: والله ما فينا خير قام هذا ليلته كلها بركعتين لغرض من أغراض الدنيا ونحن نيام واغتم لذلك وضاق صدره، ثم أطرق ما شاء الله فوقع في قلبه مخاطبة من قبل الله تعالى وهو يقول: ذرة من عارف خير من آلف ذرة من غير عارف، كل ذرة خير من الدنيا وما فيها ألف مرة.
وروى بعض أصحاب الفقيه أيضا قال: كنت مرة أنا والفتيه وقد حصل عليه ضيق عظيم من فتنة الخلق له وتعطيلهم عليه أوقاته، فأطرق ساعة طويلة
صفحة ١٢٧