============================================================
كذلك حتى فرغت القراءة، فأخبر الفقيه محمدا بما رأى فقال له: هذا رجل من فقهاء الجن قرأ علي التنبيه والمهذب، وهو الذي سألني أن أقرأ عليك البيان ليسمعه. وكان للفقيه حسن المذكور مصنفات وفوائد ولم يزل على خير كثير حتى توفي سنة سبع وستين وسبعمائة، وكان اخسر كلام سمع منه التلفظ بالشهادتين رحمه الله تعالى ونفع به امين.
بو ممد الحن بين عبدالله بن أيي السرور كان شيخا كبير القدر، مشهور الذكر، صاحب علوم ومكاشفات، يقال انه بلغ رتبة القطبية.
يحكى عن الشيخ طلحة الهتار أنه قال: كشف لي عن مراتب الأولياء فرأيت مرتبة القطبية خالية، فقلت في نفسي: سبحان الله مثل هذا المقام يكون خاليا.
فرايت رجلين يستبقان اليه حتى وصلا اليه وتدافعا عنده ساعة، ثم جلس أحدهما، وهما الشيخ عبدالله بن أسعد اليافعي والشيخ حسن بن أبي السرور، والذي جلس اليافعي، رحمهم الله تعالى ونفع بهم ومن ذلك ما روي عن بعض أقارب الفقيه حسن انه قال: قدم علينا رجل غريب وأقام عندنا أياما في المسجد، وكان لا يأكل ولا يشرب ولا ينام ولا يتكلم ولا يزال يدور في المسجد وهو يتاوه، فعجبت من حاله! فجئت اليه في بعض الأيام وقد خلا المسجد فقلت له: يا سيدي اني أراك لا تأكل ولا تشرب وأنت في قلق، فقال لا تسأل عن ذلك فلازمته وأقسمت عليه، فقال: لا قوة إلا بالله، اعلم يا أخي أن لي ثماني سنين أدور في أقطار الأرض لعلي أجتمع بالقطب فما اتفق لي فهذا الحال الذي تراني فيه من الأسف لعدم اجتماعي به، فقلت له: يا سيدي ما أعطيت مما أعطى الرجال، فقال: أعطيت شيئين، آحدهما قطع الأرض بخطوة واحدة، والثاني الاختفاء متى شئت، قال: كان مكشوف الرأس حافيا، فقلت له: يا سيدي أعطيك توبا تغطي به رأسك ونعلين، فقال: اني 124
صفحة ١٢٤