فقال له فيروز الديلمي (^١): ما عندنا قتال فاستر شأنك (^٢)، فتجهز عبيد الله وخرج هاربًا، واستخلف عمرو بن أراكة الثقفي (^٣) على صنعاء، وخلف ابنيه معه على صنعاء، حسنًا وحسينًا (^٤) صغيرين، في كفالة امرأة عابدة تسمى أم سعيد ابنة بُزُرْج (^٥) وعليها نزل وَبَر بن يُحَنّس رسول رسول الله ﷺ: فقتل بُسر بن أبي أرطاة عمرو بن أراكة، وذبح ابني عبيد الله على باب المصراع (^٦). ويقال:
_________
(^١) ويقال ابن الديلمي. من أبناء فارس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن، وهو الذي قتل الأسود العنسي الكذاب الذي ادعى النبوة (الإستيعاب ٢: ٥٢٠ والإصابة ٣: ٢١٠)
(^٢) كذا في السلوك لوحة ٥٢. وفي قرة العيون ٦: فاحترز في نفسك. وفي الإنباء ١٣: ما عندنا نصرة فاحترز على نفسك.
(^٣) عمرو بن أراكة - أو ابن أبي أراكة - ذكره البخاري في الصحابة، (الإصابة ٢: ٥٢٢). وفي الإستيعاب ٢: ٤٤٥ أن الذي استخلفه عبيد الله بن العباس هو عبد الله بن عبد المدان الحارثي.
(^٤) الذي عليه أكثر المصادر أنهما: عبد الرحمن وقثم، وبعضها يذكر أن في اسميهما خلاف، وأنهما حسنًا وحسينًا. ويقال عبد الرحمن وقثم كما في السلوك ٥٢ والإنباء ١٥ (وانظر تفاصيل مقتليهما في الأغاني ١٥: ٤٤ - ٤٨).
(^٥) أم سعيد البزرجية، زوجة دادويه الفارسي، وبنت النعمان بن بزرج، وأخت عبد الرحمن بن بزرج - مولى أم حبيبة زوج الرسول ﷺ وهم من أبناء الفرس في اليمن، نزل عليها «وبر بن يحنس» عندما قدم صنعاء في الكنيسة التي بباب صنعاء من نحو القبلة، فقرأ عليها «وبر» القرآن فأسلمت هي واخواتها وأخيها عبد الرحمن، وحسن إسلامهم، وكانت أول من أسلم باليمن (تأريخ صنعاء للرازي ٤٢ والإصابة ٣: ٥٨٥ ضمن ترجمة أبيها النعمان.
(^٦) في الإنباء ١٣: «المصرع سمي بذلك لأنه صُرع فيه الولدين، وقد بني عليهما مسجدًا يُعرف بمسجد الشهيدين»
1 / 49