طبقات الفقهاء الشافعية

ابن صلاح ت. 643 هجري
91

طبقات الفقهاء الشافعية

محقق

محيي الدين علي نجيب

الناشر

دار البشائر الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٩٢م

مكان النشر

بيروت

سَمِعت أَبَا الْفضل ابْن يَعْقُوب يَقُول: سَمِعت أَبَا الْحسن عَليّ بن أَحْمد السوجردي يَقُول: كنت فِي حَلقَة أبي بكر الشَّافِعِي الصَّيْرَفِي فَسَمعته يَقُول: خرج الصعلوكي إِلَى خُرَاسَان، وَلم ير أهل خُرَاسَان مثله. توفّي الْأُسْتَاذ أَبُو سهل فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مئة، وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسبعين وَأشهر، وَخرج السُّلْطَان فِي جنَازَته بِنَفسِهِ، فَقدم ابْنه الْفَقِيه أَبَا الطّيب فصلى عَلَيْهِ، وَدفن فِي الْمجْلس الَّذِي كَانَ يدرس فِيهِ. قَالَ الْحَاكِم: سَمِعت الْأُسْتَاذ أَبَا سهل، وَقد دفع إِلَيْهِ ورقه فِيهَا مَسْأَلَة، فَلَمَّا قَرَأَهَا لنَفسِهِ قَرَأَهَا علينا، فَإِذا فِيهَا: (تمنيت شهر الصَّوْم لَا لعبادة ... وَلَكِن رَجَاء أَن أرى لَيْلَة الْقدر) (فأدعو إِلَه النَّاس دَعْوَة عاشق ... عَسى أَن يرِيح العاشقين من الهجر) فَطلب الْأُسْتَاذ قَلما، وَكتب فِي الْوَقْت فِي آخرهَا: (تمنيت مَا لَو نلته فسد الْهوى ... وَحل بِهِ للحين قاصمة الظّهْر) (فَمَا فِي الْهوى طيب وَلَا لَذَّة سوى ... معاناة مَا فِيهِ يقاسى من الهجر)

1 / 163