كثير التصنيف، إِمَامًا من أَئِمَّة الحَدِيث، كثير التَّصَرُّف فِيهِ والافتنان، يسْلك مَسْلَك شَيْخه ابْن خُزَيْمَة فِي استنباط فقه الحَدِيث ونكته، وَرُبمَا غلط فِي تصرفه الْغَلَط الْفَاحِش على مَا وجدته.
قَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ: كَانَ أَبُو حَاتِم إِمَام عصره، رَحل فِيمَا بَين الشاش إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة، وتلمذ فِي الْفِقْه لِابْنِ خُزَيْمَة.
وَقَالَ ابْن مَاكُولَا فِيهِ: نزيل سجستان، ولي الْقَضَاء بسمرقند، سَافر كثيرا، وصنف كتبا كَثِيرَة، وَكَانَ من الْحفاظ الْأَثْبَات.
وَذكره الْحَاكِم أَبُو عبد الله، فَقَالَ: كَانَ من أوعية الْعلم لُغَة، وفقها، وحديثا، ووعظا، وَمن عقلاء الرِّجَال، سمع بنيسابور من: جَعْفَر الْحَافِظ، وَابْن شيرويه، وأقرانهما، وَتوجه إِلَى الْحسن بن سُفْيَان، وَعمْرَان بن مُوسَى، ثمَّ دخل بَغْدَاد فَأكْثر عَن أبي خَليفَة وأقرانه، وَسمع بالأهواز: عَبْدَانِ وأقرانه، وبالموصل: أَبَا يعلى وأقرانه، وبمصر: أَبَا عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ وأقرانه، وَسمع بالجزيرة، وَالشَّام، والحجاز،
1 / 116