359

طبقات الفقهاء الشافعية

محقق

محيي الدين علي نجيب

الناشر

دار البشائر الإسلامية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٩٢م

مكان النشر

بيروت

وَذكر أَنه سمع أَبَا سعيد بن أبي بكر بن أبي عُثْمَان يذكر أَن جده أَبَا عُثْمَان طلب شَيْئا لبَعض الثغور، فَتَأَخر عَنهُ، فَضَاقَ صَدره، وَبكى على رُؤُوس النَّاس، فَأَتَاهُ أَبُو عَمْرو بن نجيد بعد الْعَتَمَة بكيس فِيهِ ألفا دِرْهَم، ففرح بِهِ أَبُو عُثْمَان، ودعا لَهُ، وَلما جلس فِي مَجْلِسه قَالَ: أَيهَا النَّاس، لقد رَجَوْت لأبي عَمْرو، فَإِنَّهُ نَاب عَن الْجَمَاعَة فِي ذَلِك الْأَمر، وَحمل كَذَا وَكَذَا، فجزاه الله عني خيرا، فَقَامَ أَبُو عَمْرو على رُؤُوس النَّاس، وَقَالَ: إِنَّمَا حملت ذَلِك من مَال أُمِّي وَهِي غير راضية بِهِ، فَيَنْبَغِي أَن ترده عَليّ لأرده عَلَيْهَا، فَأمر أَبُو عُثْمَان بذلك الْكيس فأخرح إِلَيْهِ، وتفرق النَّاس، فَلَمَّا جن اللَّيْل جَاءَ إِلَى أبي عُثْمَان فِي مثل ذَلِك الْوَقْت، وَقَالَ: يُمكن أَن تجْعَل هَذَا فِي ذَلِك الْوَجْه من حَيْثُ لَا يعلم بِهِ غَيرنَا، فَبكى أَبُو عُثْمَان.
وَكَانَ يَقُول بعد ذَلِك: أَنا أخْشَى من همة أبي عَمْرو.
قَالَ الْحَاكِم: سَمِعت إِسْمَاعِيل بن نجيد السّلمِيّ يَقُول: أنشدوني للشَّافِعِيّ ﵁:
(كساني رَبِّي إِذْ عريت عِمَامَة ... جَدِيدا وَكَانَ الله يخبوها ليا)
(وقيدني رَبِّي بِقَيْد مدَاخِل ... فأعيت يَمِيني حلَّة وشماليا)
قلت: وَترى:
(... ... ... ... . عِمَامَة ... من الشيب كَانَ ... ... ... ...)

1 / 431