طبقات الفقهاء الشافعية
محقق
محيي الدين علي نجيب
الناشر
دار البشائر الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٩٩٢م
مكان النشر
بيروت
وَحج، فَسمع بِبَغْدَاد من: أبي نصر الزَّيْنَبِي، وَأبي الْحُسَيْن عَاصِم.
وَسمع بِالْمَدِينَةِ - حرسها الله - من أبي نصر ابْن ودعان قَاضِي الْموصل.
وَكَانَ يروي كتبا كَثِيرَة بِنَصّ من الثبت.
قَالَ الْحَافِظ أَبُو سعد الْمروزِي: سَمِعت مُحَمَّد بن الْفضل الفراوي يَقُول: كُنَّا نسْمع (مُسْند) أبي عوانه الإِسْفِرَايِينِيّ من الْأُسْتَاذ أبي الْقَاسِم الْقشيرِي، وَكَانَ يحضر مَعنا رجل من المحتشمين، عَلَيْهِ ثِيَاب رفيعة، وَكَانَ يقْعد بِجنب الْأُسْتَاذ، وَكَانَ وَالِدي يتَوَلَّى الْقِرَاءَة على الْأُسْتَاذ الإِمَام، وَيقْعد بَين يَدَيْهِ، ويقعدني بجنبه، وَمَا كَانَ يتركني أَن ألتفت يمنة ويسرة، وَاتفقَ بعد قِرَاءَة جملَة من الْكتاب أَنه انْقَطع ذَلِك المحتشم عَن الْمجْلس يَوْمًا لعَارض، وَخرج الْأُسْتَاذ على الْعَادة، وَقعد، وَكَانَ فِي أَكثر الْأَوْقَات يخرج وَعَلِيهِ قَمِيص أسود خشن، وعمامة صَغِيرَة، وَكنت أَظن أَن وَالِدي يقْرَأ الْكتاب على ذَلِك المحتشم الَّذِي عَلَيْهِ البزة الْحَسَنَة، فاليوم الَّذِي انْقَطع فِيهِ شرع وَالِدي فِي الْقِرَاءَة على الْعَادة، فَقلت لَهُ: يَا سَيِّدي ﴿على من نَقْرَأ الحَدِيث وَالشَّيْخ مَا حضر؟ فَقَالَ: وكأنك كنت تظن أَن شيخك ذَاك الشَّخْص الَّذِي غَابَ، وَأَنِّي كنت أَقرَأ عَلَيْهِ الْكتاب؟ قلت: بلَى، فَضَاقَ صَدره، وَقَالَ: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه، يَا بني﴾ شيخك هَذَا الْقَاعِد، وَأَشَارَ إِلَى الْأُسْتَاذ، وَعلم الْموضع، وَأعَاد لي من أول الْكتاب إِلَى الْموضع، وَقَالَ: مَا لم تعرف شيخك لَا يجوز لَك أَن تروي عَنهُ.
1 / 238