136

طبقات الفقهاء الشافعية

محقق

محيي الدين علي نجيب

الناشر

دار البشائر الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٩٢م

مكان النشر

بيروت

الفوراني تلميذ الْقفال أَيْضا، لَكِن نذْكر طرفا من فَوَائِد بلغتنا عَن أبي عبد الله المَسْعُودِيّ على الْحَقِيقَة: حكى الإِمَام أَبُو الْمَعَالِي ابْن الْجُوَيْنِيّ، عَن القَاضِي حُسَيْن ﵏ قَالَ: سُئِلَ الْقفال وَهُوَ يتَكَلَّم على الْعَوام عَمَّن حلف بِطَلَاق زَوجته لَا يَأْكُل الْبيض، فَلَقِيَهُ إِنْسَان وَفِي كمه شَيْء، فَقَالَ: إِن لم آكل مَا فِي كم فلَان فامرأتي طَالِق، وَكَانَ فِي كمه بيض، فَمَا الْحِيلَة فِي أَن لَا يَقع طَلَاقه؟ فتفكر، وَلم يحضرهُ الْجَواب، فَلَمَّا نزل، قَالَ المَسْعُودِيّ من تلامذته: الْوَجْه جعل ذَلِك الْبيض الَّذِي فِي كم الرجل فِي القبيطاء، ثمَّ يَأْكُل، وَلَا يَقع الطَّلَاق، لِأَنَّهُ عقد الْيَمين الثَّانِيَة على الْإِبْهَام، وَاكْتفى بِالْإِشَارَةِ من غير تَسْمِيَة، إِذْ قَالَ إِن لم آكل مَا فِي كمك، فَإِذا جعل الْبيض فِي القبيطاء، فقد أكل مَا فِي كمه، وَلَا معول على تغير التَّسْمِيَة، فَإِنَّهُ اشار إِلَى مَا فِي الْكمّ وَلم يسم. والقبيطاء؛ بِضَم الْقَاف، وَتَخْفِيف الْبَاء الْمُوَحدَة وَالْمدّ، وَهُوَ: الناطف، وَيُقَال فِيهِ أَيْضا: القبيطي؛ بتَشْديد الْبَاء وَالْقصر، والقبيط. قَالَ الشَّيْخ: وقرأت بِخَط الْفَقِيه نصر الله المصِّيصِي فِي " الْعمد " تأليف الإِمَام أبي الْقَاسِم الفوراني عَن المَسْعُودِيّ؛ أَن الْمُصَلِّي صَلَاة الْعِيد يَقُول بَين كل تكبيرتين من التَّكْبِيرَات الزَّوَائِد: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك،

1 / 208