طبقات الفقهاء الشافعية
محقق
محيي الدين علي نجيب
الناشر
دار البشائر الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٩٩٢م
مكان النشر
بيروت
أبي ذهل نيسابور كَانَ يديم الِاخْتِلَاف إِلَى جدي، فَقَالَ لنا جدي ﵀: هَذَا الْفَتى يجمع إِلَى زِينَة الْعلم التَّمَكُّن فِي الْعقل، وعلو الهمة، والسياسة، وسيكون لَهُ بَعدنَا شَأْن، هَذَا أَو نَحوه.
وَقَالَ: سَمِعت الشَّيْخ الإِمَام أَبَا بكر ابْن إِسْحَاق غير مرّة يَقُول: إِذا ذكر الرِّئَاسَة بخراسان رئيسان وَنصف: أَبُو بكر ابْن أبي الْحسن بنسا، وَأَبُو عبد الله ابْن أبي ذهل بهراة، وَيُشِير بِالنِّصْفِ إِلَى أبي الْفضل ابْن أبي النَّضر.
قَالَ الْخَطِيب: سَمِعت أَبَا بكر البرقاني يَقُول: حَدثنَا الرئيس أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْعَبَّاس العصمي، وَكَانَ تلِيق بِهِ الرِّئَاسَة لِأَن ملك هراة كَانَ تَحت أمره لأبوته وَقدره.
وَحكى الْحَاكِم أَن أَبَا جَعْفَر الْعُتْبِي وَزِير السُّلْطَان ألزم أَبَا عبد الله عَن أَمر السُّلْطَان أَن يتقلد ديوَان الرسائل، فَامْتنعَ، فَقَالَ لَهُ: هَذَا قَضَاء الْقُضَاة بكور خُرَاسَان، وَلَا تخرج عَن حد الْعلم، وَلَو عرفت الْيَوْم فِي مَشَايِخ خُرَاسَان من يدانيك فِي شمائلك لأعفيتك. فَبكى أَبُو عبد الله، وَقَالَ لَهُ: إِن أعفاني السُّلْطَان عَن هَذَا الْعَمَل فبفضله عَليّ وعَلى أَصْحَابِي بهراة، وَإِن أكرهني عَلَيْهِ لبست مرقعة، وَخرجت على وَجْهي حَتَّى لَا يعلم بمكاني أحد. فأعفي.
وَحكى أَنه ﵁ اسْتشْهد برستاق خواف من نيسابور، لتسْع بَقينَ من صفر، سنة ثَمَان وَسبعين وَثَلَاث مئة.
1 / 172