تأويل مختلف الحديث
الناشر
المكتب الاسلامي ومؤسسة الإشراق
رقم الإصدار
الطبعة الثانية
سنة النشر
١٤١٩ هجري
تصانيف
علوم الحديث
وَرَجُلٌ صَدَّقَ بِلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ، وَأَدَّى الْفَرَائِضَ، وَاجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ، فَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ حَقًّا، الْمُسْتَكْمِلُ شَرَائِطَ الْإِيمَانِ.
وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "لَمْ يُؤْمِنْ، مَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ" ١ يُرِيدُ: لَيْسَ بِمُسْتَكْمِلِ الْإِيمَانِ.
وَقَالَ: "لَمْ يُؤْمِنْ، مَنْ لَمْ يَأْمَنِ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ" ٢ أَيْ لَيْسَ بِمُسْتَكْمِلِ الْإِيمَانِ.
وَقَالَ: "لَمْ يُؤْمِنْ، مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ، وَبَاتَ جَارُهُ طَاوِيًا" ٣ أَيْ: لَمْ يَسْتَكْمِلِ الْإِيمَانَ.
وَهَذَا شَبِيهٌ بِقَوْلِهِ: "لَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ" ٤.
يُرِيدُ: لَا كَمَالَ وُضُوءٍ، وَلَا فَضِيلَةَ وُضُوءٍ.
وَكَذَلِكَ قَوْلُ عُمَرَ ﵁: "لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَمْ يَحُجَّ"؛ يُرِيدُ: لَا كَمَالَ إِيمَانٍ.
وَالنَّاسُ يَقُولُونَ: "فُلَانٌ لَا عَقْلَ لَهُ"؛ يُرِيدُونَ: لَيْسَ هُوَ مُسْتَكْمِلَ الْعَقْلِ.
و"لَا دِينَ لَهُ" أَيْ: لَيْسَ بِمُسْتَكْمَلِ الدِّينِ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ ﷺ: "مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَهُوَ فِي الْجَنَّةَ، وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ" فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ وَجْهَيْنِ:
١ سبق تَخْرِيجه ص٥٠.
٢ سبق تَخْرِيجه ص٥١.
٣ رَوَاهُ الْبَزَّار عَن أنس مَرْفُوعا، وَهُوَ صَحِيح، انْظُر صَحِيح الْجَامِع رقم ٥٥٠٥، والصحيحة ١٤٩ -الشَّيْخ مُحَمَّد بدير.- وَقد وَجَدْنَاهُ فِي مُسْند الإِمَام أَحْمد: ١/ ٥٥ بِلَفْظ: "لَا يشْبع الرجل دون جَاره".
٤ الدَّارمِيّ: وضوء ٢٥، وَأَبُو دَاوُد: طَهَارَة ٤٨، وَالتِّرْمِذِيّ: طَهَارَة ٢٠ وَابْن ماجة: طَهَارَة ٤١. وَانْظُر صَحِيح الْجَامِع رقم ٧٥٧٣.
1 / 253