العيوب المنهجية في كتابات المستشرق شاخت المتعلقة بالسنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
السياق هذه قاعدة أساسية في التفسير، وتقضي بأنه قبل أن أستعمل جملة من نص أن أقرأ النص كله أولًا ...
وهذه القواعد لو طبقت بدقة تؤلف منهجًا دقيقًا في التفسير، لا يكاد يترك مجالًا للخطأ) (١) .
إن طبيعة كتابات " شاخت " المتعلقة بالسنة النبوية تنتمي إلى نوعية البحوث التاريخية بحسب المقاييس الغربية، كما أن النص الذي نقلناه آنفًا هو لمؤرخ فرنسي توفي سنة ١٩٢٩م، وقد صدر كتابه الذي نقلنا منه في سنة ١٨٩٨م (٢)، وهو معتمد على مراجع ألمانية منها كتاب " متن في المنهج التاريخي " لأرنست مانهايم، فلذلك أستبعد أن يكون " شاخت " - الذي هو من أصل ألماني ويكتب باللغة الفرنسية كما ورد معنا في ترجمته -، لم يطلع على القواعد المذكورة آنفًا في أحد المراجع، إلا أن يكون كتب بحوثه التاريخية من دون أن يتعلم منهج البحث التاريخي!.
لقد خالف " شاخت " تلك القواعد في عدد من كتاباته، ومن ذلك مثلًا أنه فسر كلمة " الفتنة " التي وردت في كلام ابن سيرين الذي يقول فيه: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت " الفتنة "، قالوا: سمُّوا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم» (٣)، بقوله: «الفتنة التي بدأت بمقتل الوليد بن يزيد " ت ١٢٦؟ "، على مقربة من نهاية الدولة الأموية، كان تاريخًا مصطلحًا عليه، لاعتباره
_________
(١) المدخل إلى الدراسات التاريخية (ص ١١٤ - ١١٦) .
(٢) انظر مقدمة عبد الرحمن بدوي لهذا الكتاب في " النقد التاريخي " (ص ٩) .
(٣) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (١ / ١٥) .
1 / 54