العيوب المنهجية في كتابات المستشرق شاخت المتعلقة بالسنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
وبهذا الصدد فإن الاحتمالات التالية التي يبدو كل واحد منها مقنعًا قد تم تجاهلها كلية:
١ - أن الشخص المعني ربما يكون قد سمع الحديث ثم نسيه.
٢ - أنه ربما يكون سمع الحديث، ولم يره صحيحًا.
٣ - أنه ربما يكون قد علم بحديث ما، ولكن ... لم تصلنا كل الأحاديث المعروفة عند الفقهاء ...
إن تجاهل كل هذه الاعتبارات، وكثيرًا من البراهين المضادة، والإصرار على شك مفرط، لا يمكن أن يعد من شيم المؤرخين الحصيفي الرأي» (١) .
وبقي أن نلفت الأنظار إلى أن مجرد الاعتماد على سكوت المصادر في نفي صحة المعلومات التي تثبتها مصادر أخرى، لا يعد عملًا مقبولًا علميًا عند أساتذة المنهجية الغربيين المتخصصين في التاريخ من أمثال " وودي " الذي يقول: «لا تحكم على المؤلف بأنه يجهل أحداثًا معينة بالضرورة؛ لأنه أغفل ذكرها، ولا تظن للسبب نفسه أن تلك الحوادث لم تقع فعلًا» (٢) .
وفيما تقدم تجلية لتهافت منهجية " شاخت " الذي يبدو أن من أساسيات طريقته في البحوث التي يجريها حول السنة النبوية، تجاهل إن لم يكن "حجب" الأدلة المضادة التي تخالف أحكامه التعسفية الجائرة.
_________
(١) توثيق الأحاديث النبوية نقد قاعدة شاخت (ص ٧٠٥ - ٧٠٦) .
(٢) مناهج البحث في التربية وعلم النفس (ص ٢٧٥) .
1 / 52