العيوب المنهجية في كتابات المستشرق شاخت المتعلقة بالسنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
ثم يعدد مضار التعصب على روح المنهج العلمي فيقول: «وأعظم الأخطار التي يجلبها التعصب على العلم، هو أنه يجعل الحقيقة ذاتية، ومتعددة، ومتناقضة، وهو ما يتعارض كلية وطبيعة الحقيقة العلمية ... كما ينطوي التعصب على تفكير أسطوري - خرافي - يتسم بطابع وهمي مختلق، وهو بطبيعته يشجع التفكير غير العقلي؛ لأنه هو الدعامة الوحيدة لموقفه، ومن هنا كان أساس النازية هو " أسطورة " الجنس الآري المتفوق، وكان أساس التفرقة العنصرية هو " أسطورة " الجنس الزنجي المنحط، إلى غير ذلك من الأساطير التي يستند إليها كل شكل من أشكال التعصب» (١) .
ويقول أحد المختصين في منهجية البحث التاريخي: «إذا وقع الباحث في أسر التعصب، كان من السهل وصمه بالذاتية التي هي نقيض الموضوعية والعلم» (٢) .
إن نظرة سريعة إلى الكتب التي تكلمت على المنهجية العلمية وشروطها؛ تعطينا حكمًا عامًا بأن الباحث المتحيز لا يمكن أن تكون نتائج بحثه علمية بأي حال من الأحوال (٣) .
وبعد أن ألممنا بموقف المختصين في منهجية البحث العلمي من التحيز والعنصرية، فلننظر ماذا فعل " شاخت "؟
_________
(١) السابق (ص ٩٩، ١٠١) بتصرف يسير.
(٢) البحث في التاريخ قضايا المنهج والإشكالات (ص ٢٠) .
(٣) انظر المنهج لإحكام قيادة العقل لديكارت (ص ٣٦)، والمنطق وفلسفة العلوم (ص ٥٨ -٥٩)، وأصول البحث العلمي (ص ٥٨، ٥٩، ٦١)، وفلسفة العلوم الميثودولوجيا (ص ٩٩)، والمدخل إلى البحث في العلوم السلوكية (ص ٢٩٧)، ومنهج البحث التاريخي (ص ١٩)، والمدخل إلى مناهج البحث العلمي (ص٢٦ - ٢٧) .
1 / 24