لم ترقْ لأولئك القوم، فكادُوا للعالم الداعية، ودسوا له سمًا ناقعًا انتشر في جسمه وكاد أن يُؤدِي بحياته لولا رعاية الله ولطفه ثم عطْف ملِك (حَيْدَر أَبَاد) المضِيف، الذي سخَّر له حُذَّاق الأطباء الهنود الذين عكفوا على علاجه حتى مَنَّ الله عليه بالشفاء، وأَهْدَى له ملك حيدر أباد بقرة هندية فريدة، يقال إن الأطباء وصفوا له حليبها لطرح ما بقي من سُم في جسمه، ولعل المؤلف طلب البقرة أو قَبِلها هديةً لأن في حليبها غذاء وشراب يغنيه عن أكل وشرب ما يمكن أن تصل إليه أَيادِي الأعداء المتربصين به في تلك البلاد ريثما يغادرها، لكن البقرة المحظوظة ظلت تلازمه في أسفاره البرية والبحرية زمنًا طويلًا، حتى نُسب إليها وعُرف في تلك الجهات بها (صاحب البقرة) (١).
_________
(١) ينظر: علي العطاس. تاج الأعراس. ص ٢٧٣. وعلوي بن شهاب. كلام الحبيب علوي. ص ٣٨٣.
1 / 26