إِلَيْكِ عَنِّي فَلَسْتُ مِنْكِ وَلَسْتِ مِنِّي.
قَالَتْ: وَلِمَ ؟! بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَقُلْتُ:
فَوْقَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ الإِسْلَامُ، فَقَدْ أَسْلَمْتُ، وَتَابَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ ﷺ.
قَالَتْ: فَدِينِي دِينُكَ، قُلْتُ:
فَاذْهَبِي فَتَطَهَّرِي مِنْ مَاءِ (١) ((ذِي الشَّرَى)).
فَقَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَتَخْشَى عَلَى الصِّبْيَةِ شَيْئًا مِنْ ((ذِي الشَّرَى))؟!
فَقُلْتُ: تَبًّا لَكِ وَلِذِي الشَّرَى. قُلْتُ لَكِ: اذْهَبِي وَاغْتَسِلِي هُنَاكَ بَعِيدًا عَنِ النَّاسِ، وَأَنَا ضَامِنٌ لَكِ أَلَّا يَفْعَلَ هَذَا الحَجَرُ الأَصَمُّ شَيْئًا.
فَذَهَبَتْ فَاغْتَسَلَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ؛ فَعَرَضْتُ عَلَيْهَا الإِسْلَامَ فَأَسْلَمَتْ.
ثُمَّ دَعْوتُ ((دَوْسًا)) فَأَبْطَؤوا(٢) عَلَيَّ إِلَّا أَبَا هُرَيْرَةَ(٣) فَقَدْ كَانَ أَشْرَعَ النَّاسِ إِسْلَامًا.
***
قَالَ الطُّفَيْلُ:
فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِمَكَّةَ، وَمَعِي أَبُو هُرَيْرَةَ ...
فَقَالَ لِي النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:
(مَا وَرَاءَكَ يَا طُفَيْلُ؟).
فَقُلْتُ: قُلُوبٌ عَلَيْهَا أَكِنَّةٌ(٤) وَكُفْرٌ شَدِيدٌ ...
لَقَدْ غَلَبَ عَلَى ((دَوْسٍ)) الفُسُوقُ وَالعِصْيَانُ ...
(١) ذُو الشَّرَى: صنم لدوس حوله ماءٌ ينفجر من الجبل.
(٢) أبطؤوا علي: تأخروا ولم يسارعوا إلى إجابة الدعوة.
(٣) أبو هريرة: انظره ص ٤٩٤.
(٤) أكنة: ستور تمنعها من رؤية الحق.
30