فَقَالَ لَهَا : وَهَلْ لَكِ فِيمَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ؟ .
قَالَتْ : وَمَا ذَاكَ؟ ! .
قَالَ: نَدْفَعُهَا إِلَى مّنْ يَأْتِنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَحْوَجُ مّا نَكُونُ إِلَيْهَا .
قَالَتْ : وَمَا ذَاكَ ؟ ! .
قَالَ: نُقْرِضُهَا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً .
قَالَتْ : نَعَمْ، وَجُزِيتَ خَيْراً.
فَمَا غَادَرَ مَجلِسَهُ الَّذِي هُوَ فِيهِ حَتَّى جَعَلَ الدَّنَانِيرَ فِي صُرَرٍ، وَقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِهِ :
انْطَلِقْ بِهَا إِلَى أُزْمَلَةِ فُلَانٍ ، وَإِلَى أَيْتَامِ فُلَانٍ، وَإِلَى مَسَاكِينِ آلِ فُلَانٍ، وَإِلَى مُعْوِزِي(١) آلِ فُلَانٍ.
***
رَضِيَّ اللَّهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الجُمَحِيِّ فَقَدْ كَانَ مِنَّ الَّذِينَ يُؤْثِرُونَ(٢) عَلَّى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَتْ بِهِمْ خَصَاصَةٌ(٣) (*).
(١) معوزي آل فلان : الفقراء من آل فلان.
(٢) يؤثرون : يفضلون .
(٣) الخصاصة: شِدَّة الفَقْر.
(٥) للاستزادة من أخبار سَعِيدٍ بْنِ عَامِرٍ الجُمّحيِّ انظر:
١ - تهذيب التهذيب: ٥١/٤.
٢ - ابن عساكر: ١٤٥/٦ - ١٤٧.
٣ - صفة الصفوة: ٢٧٣/١.
٤ - حلية الأولياء: ١/ ٢٤٤.
٥ - تاريخ الإسلام: ٣٥/٢.
٦ - الإصابة: ٤٨/٢ أو (الترجمة) ٣٢٧٠.
٧ - نسبُ قُرَيْش: ٣٩٩.
25