صُرَّةٍ وَقَالَ: اقْرَؤُوا عَلَيْهِ السَّلَامَ مِنِّي، وَقُولُوا لَهُ : بَعَثَ إِلَيْكَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ بِهَذَا المَالِ لِتَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى قَضَاءِ حَاجَاتِكَ.
***
جَاءَ الوَقْدُ لِسَعِيدٍ بِالصُّرَةِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ دَنَانِيرُ، فَجَعَلَ يُبْعِدُهَا عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ :
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ - كَأَنَّمَا نَزَلَتْ بِهِ نَازِلَةٌ أَوْ حَلَّ بِسَاحَتِهِ خَطْبٌ - فَهَبَّتْ زَوْجَتُّهُ مَذْهُورَةً وَقَالَتْ :
مَا شَأْنُكَ يَا سَعِيدُ؟ ! ... أَمَاتَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ؟ ! .
قَالَ : بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ .
قَالَتْ : أُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ فِي وَقْعَةٍ ؟ !.
قَالَ : بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ .
قَالَتْ: وَمَا أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ؟ ! .
قَالَ: دَخَلَتْ عَلَيَّ الدُّنْيَا لِتُفْسِدَ آخِرَتِي، وَحَلَّتَ الفِتْنَةُ فِي بَيْتِي.
قَالَتْ: تَخَلَّصْ مِنْهَا - وَهِيَّ لَا تَدْرِي مِنْ أَمْرِ الدَّنَانِيرِ شَيْئًا ..
قَالَ : أَوْتُعِينِينَنِي عَلَى ذَلِكِ؟ .
قَالَتْ : نَعَمْ .
فَأَخَذَ الدَّنَانِيرَ فَجَعَلَهَا فِي صُّرَرٍ ثُمَّ وَزَّعَهَا عَلَى فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ.
***
لَمْ يَمْضِ عَلَى ذَلِكَ طَوِيلُ وَقْتٍ؛ حَتَّى أَتَى عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دِيَارَ الشَّامِ يَتَفَقَّدُ أَحْوَالَهَا، فَلَمَّا نَزَلَ (بِحِمْصَ) - وَكَانَتْ تُدْعَى ((الكُوَئِفَةَ))
22