18

صور من حياة الصحابة

الناشر

دار الأدب الاسلامي

رقم الإصدار

الأولى

صُرَّةٍ وَقَالَ: اقْرَؤُوا عَلَيْهِ السَّلَامَ مِنِّي، وَقُولُوا لَهُ : بَعَثَ إِلَيْكَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ بِهَذَا المَالِ لِتَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى قَضَاءِ حَاجَاتِكَ.

***

جَاءَ الوَقْدُ لِسَعِيدٍ بِالصُّرَةِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ دَنَانِيرُ، فَجَعَلَ يُبْعِدُهَا عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ :

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ - كَأَنَّمَا نَزَلَتْ بِهِ نَازِلَةٌ أَوْ حَلَّ بِسَاحَتِهِ خَطْبٌ - فَهَبَّتْ زَوْجَتُّهُ مَذْهُورَةً وَقَالَتْ :

مَا شَأْنُكَ يَا سَعِيدُ؟ ! ... أَمَاتَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ؟ ! .

قَالَ : بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ .

قَالَتْ : أُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ فِي وَقْعَةٍ ؟ !.

قَالَ : بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ .

قَالَتْ: وَمَا أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ؟ ! .

قَالَ: دَخَلَتْ عَلَيَّ الدُّنْيَا لِتُفْسِدَ آخِرَتِي، وَحَلَّتَ الفِتْنَةُ فِي بَيْتِي.

قَالَتْ: تَخَلَّصْ مِنْهَا - وَهِيَّ لَا تَدْرِي مِنْ أَمْرِ الدَّنَانِيرِ شَيْئًا ..

قَالَ : أَوْتُعِينِينَنِي عَلَى ذَلِكِ؟ .

قَالَتْ : نَعَمْ .

فَأَخَذَ الدَّنَانِيرَ فَجَعَلَهَا فِي صُّرَرٍ ثُمَّ وَزَّعَهَا عَلَى فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ.

***

لَمْ يَمْضِ عَلَى ذَلِكَ طَوِيلُ وَقْتٍ؛ حَتَّى أَتَى عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دِيَارَ الشَّامِ يَتَفَقَّدُ أَحْوَالَهَا، فَلَمَّا نَزَلَ (بِحِمْصَ) - وَكَانَتْ تُدْعَى ((الكُوَئِفَةَ))

22