مخفرين من بنى قشير ونمير وعقيل وكلاب وليس بالجزيرة مدينة ذات نخيل فى وقتنا هذا أكثر من سنجار إلا أن يكون على الفرات (2) ونواحى هيت والانبار، (17) وبين بلد ونصيبين برقعيد وأذرمة فأما برقعيد فمدينة كثيرة الزرع من الحنطة والشعير ويسكنها بنو حبيب قوم من تغلب وفيها مغوثة لبنى السبيل وفى أهلها بعض شر لأنهم من سنخ بنى حمدان وشرب أهلها من الأبآر وليس بها بستان ولا كرم، ومنها الى مدينة اذرمة ستة فراسخ وكانت مدينة صالحة كثيرة الغلات وقد فتحها الروم لما خرجوا الى نصيبين وأتى المتنصرة عليها ولم يبق بها إلا نفر وصبابة لا تجد الى النقلة عنها وجها ولا تعرف سبيلا، ومنها الى نصيبين تسعة فراسخ، ومن نصيبين الى دارا مدينة أزلية كانت للروم طيبة فى نفسها كثيرة الغلات والخيرات والخصب فى جميع وجوه الخصب من المآكل والمشارب وما تحويه فكالمجان، وإن كانت هذه الحال [65 ظ] فى جميع هذه الديار عامة وبها مشهورة فإن الذي أخرجها عما كانت عليه ونقلها من أحوالها الى ما هى به ومضافة اليه ما قدمت ذكره، وكفرتوثا بين دارا ورأس العين مدينة سهلية وكان حظها من كل خير جزيلا ووصفها مذ كانت فحسن جميل الى أن افتتحها الروم وكانت فى مستواة من الأرض (17) ولها شجر وثمر ومزدرع وضياع فى سنة افتتاحهم رأس العين (18)، [وفى زمان المؤلف افتتحها الروم والآن فهى للمسلمين والعاقبة للمتقين]، (19) (18) وكانت رأس العين مدينة ذات سور من حجارة نبيل وكان داخل السور لهم من المزارع والطواحين والبساتين ما كان يقوتهم لولا ما منوا به من الجور الغالب والبلاء الفادح ممن لا رحم الله منهم شعرة ولا ترك من نسلهم أحدا ليجعلهم آية وعبرة، وكان يسكنها العرب وبها لهم خطط وفيهم ناقلة من الموصل أصلهم وفيها من العيون ما ليس ببلد من
صفحة ٢٢١