كتاب صورة الأرض

ابن حوقل ت. 367 هجري
105

كتاب صورة الأرض

تصانيف

الجغرافيا

واسبيجاب وخوارزم من الهداية والاستدلال فى الظلام والليل البهيم بغير نجوم والنهار المنطبق بالقتام والركام وسقوط الثلج بحيث ينكر المرء من لديه على خطوات ولا يراه للضباب وهم فى ذلك يجرون ويسيرون وقد استوت فجاج الأرض وأوعارها وجبالها وأوديتها بما استولى عليها من الثلوج فصارت كالمستوية الأرجاء وهم غازون فيقول قائلهم أين نحن وعلى أى (6) أشجار نسير وبأى (7) واد وعلى أى قتر من الجبل الفلانى أنتم فلا يخرم مجيبه فيما يجيبه به عن نفس الحقيقة والموضع الذي سأله عنه ولقد قال أحدهم لمن سأله نحن على الشجرة الفلانية من بلد كذا وكذا وما رآه سائله بل أنت عن تلقائها فوجد الأمر على قول المجيب، ورأيت من بعض هذا القبيل وقد أثيرت جمال أراد هذا الرجل بعضها وقد قعد على طريقها وهى نافرة [30 ب] شاردة وكانت بأجمعها فحولا بزلا فقبض على كراعه وهو نافر وقد ساواها فى العدو فمنعه الحركة الى أن ضرب به الأرض ونحره فكأنه نحر عنزا أو قصد جديا، ولهم خلق تام وحول وجلد عام فى نسائهم وفى رجالهم ولم ير لأحدهم ولا لصنهاجة مذ كانت من وجوههم غير عيونهم وذلك أنهم يتلثمون وهم أطفال وينشؤون على ذلك ويزعمون أن الفم سوءة تستحق الستر كالعورة لما يخرج منه إذ ما يخرج منه عندهم أنتن مما يخرج من العورة، ولهم لوازم على المجتازين عليهم بالتجارة من كل جمل وحمل ومن الراجعين بالتبر من بلد السودان وبذلك قوام بعض شؤونهم، (58) ومن بأدانى سجلماسه والمغرب من البربر (20) يأكلون البر ويعرفونه والشعير ويزرعونه والتمور والطيبات [وفى أعراضهم أصحاب البرانس المقيمون بين السوس واغمات وفاس ولهم لوازم على المجتازين من فاس الى سجلماسة يلزمونهم على ما معهم من التجارة ويخفرونهم] (23)، وفى كثير منهم

صفحة ١٠٢