أنفسكم لتنالوا به منى خيرا إن شاء الله وأتى القوم فنزلوا ونفر الرعاة الإبل فصوبت على المكان والجيش الذي به فأتت على جميع من كان منهم مع إبلهم وسلاحهم دوسا لهم ووطئا عليهم حتى استفاض جميع من باودغست ومن بعد عنها من أعدائهم أنه لم يعرف لواحد منهم حلية بوجه من الوجوه ولا أثر لشىء مما كان معهم حتى جعلوه شذر مذر وكان رعاتها هناك مائة ومع كل راع منهم مائة وخمسون جملا وأصبحوا اليه يهنئونه وقد كفاهم الله شرهم، (56) وملك اودغست هذا يخالط ملك غانه وغانه أيسر من على وجه الأرض من ملوكها بما لديه من الأموال والمدخرة من التبر المثار على قديم الأيام للمتقدمين من ملوكهم وله ويهادى صاحب كوغه وليس كوغه بقريب من صاجب غانه فى اليسار وحسن الحال ويهادونه وحاجتهم الى ملوك اودغست ماسة من أجل الملح الخارج اليهم من ناحية الإسلام فإنه لا قوام لهم إلا به وربما بلغ الحمل الملح فى دواخل بلد السودان وأقاصيه ما بين مائتين الى ثلثمائة دينار، (57) وفيما بين اودغست وسجلماسه غير قبيلة من قبائل البربر متعزبون لم يروا قط حاضرة ولا عرفوا غير البادية العازبة فمن ذلك [شرطة وسمسطة و] (17) بنو مسوفا قبيل عظيم من المقيمين بقلب البر على مياه غير طائلة لا يعرفون البر ولا الشعير ولا الدقيق وفيهم من لم يسمع بهما إلا بالمثل وأقواتهم الألبان وفى بعض الاوقات اللحم وفيهم من الجلد والقوة [ما ليس لغيرهم ولهم ملك يملكهم ويدبرهم تكبره صنهاجة وسائر أهل تلك الديار لأنهم يملكون تلك الطريق وفيهم] (21) البسالة (22) والجرأة والفروسية على الإبل والخفة فى الجرى والشدة والمعرفة بأوضاع البر وأشكاله والهداية فيه والدلالة على مياهه بالصفة والمذاكرة ولهم الحس الذي لا يدانيه فى الدلالة إلا من قاربهم وسعى سعيهم، فإنه يحكى عن أهل فرغانه واشروسنه
صفحة ١٠١