الفتاة تنتهي من اللبس وتجري إلى باقي البنات.
سعاد تقف وحدها أمام المرآة. صورة مكبرة لكتفيها وصدرها.
تمد يدها المرتعشة، وتفك بعض أزرار فستانها، وتخرج كتفا من كتفها.
تظهر أمامها مرة أخرى صورة الضابطة والشاب يحوطها بذراعيه ويقبلها من شفتيها قبلة طويلة.
سعاد :
لماذا؟ لم أكن أدري، ولكني كنت أخجل من نهدي وقد أخذا يكبران فوق صدري فأخفيهما وأبططهما! ... لماذا كنت أخجل من أنوثتي؟ لم أكن أدري. لكني كلما كنت أنظر إلى نفسي وأتأملها أكثر وأكثر أجد في أعماقي شيئا يشبه البنات. وأجد في قلبي حنينا إلى الحب يشبه حنينهن! وكأنما اكتشفت داخل نفسي واحدة أخرى غيري. سعاد أخرى غير تلك التي تقف أمام المرآة ويشبه مظهرها مظهر الصبيان. سعاد أخرى تشبه البنات وتحن إلى الرجل!
اهتزت أعماقي للكلمة.
لا! لا! لست مثل الفتيات! لا أومن بشيء اسمه الرجل!
لن أكون كالبنات! لن أستقبل أنوثتي! لن أصادق طبيعتي! سأثور عليها!
سأحطمها! سأكون شيئا آخر غير البنات. لن أعيش حياة أمي! لن أتزوج! لن أكون أنثى وسط ملايين الإناث!
صفحة غير معروفة