كيف تنصر نبيك صلى الله عليه وسلم
الناشر
دار الحضارة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
تصانيف
معقل ﵁. خذف فنهاه وقال: «إن النبي ﷺ نهى عن الخذف (^١) وقال إنها لا تصيد صيدا، ولا تنكأ عدوا، ولكنها تكسر السن، وتفقأ العين» وعاد قريبه للخذف أخرى فقال له عبد الله: «أحدثك عن رسول الله ثم تعود، لا أكلمك أبدا»
وجاء عن عدد من الأئمّة أنّهم كانوا لا يحدّثون عن رسول الله ﷺ إلا على وضوء، منهم: قتادة، وجعفر بن محمّد، ومالك ابن أنس، والأعمش، بل صار ذلك مستحبّا عندهم وكرهوا خلافه، يقول ضرار ابن مرّة: «كانوا يكرهون أن يحدثوا عن رسول الله وهم على غير وضوء» (^٢).
وقال أبو سلمة الخزاعي: «كان مالك ابن أنس إذا أراد أن يخرج يحدث توضأ وضوئه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه، ولبس قلنسوة، ومشط لحيته، فقيل له في ذلك، فقال: أعظم به حديث رسول الله ﷺ»، وقال ابن أبي الزناد: «كان سعيد بن المسيّب وهو مريض يقول: أقعدوني، فإني أعظم أن أحدث حديث رسول الله ﷺ وأنا مضطجع»
_________
(^١) الخذف: الرمي بالحصى الصغار، النهاية (٢/ ١٦).
(^٢) جامع بيان العلم وفضله لابن عبدالبرّ (٢/ ١٢١٧).
1 / 72