كيف تنصر نبيك صلى الله عليه وسلم
الناشر
دار الحضارة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
تصانيف
صاحب الإيمان الذين ترسخ في قلبه حب رسول الله ﷺ، وضربت شجرة المحبة بعروقها في قلبه، فأينعت ثمارها، وطاب أكلها، ولا يبالي أحدهم أن يبذل أهله وماله للحظوة برؤيته ﷺ، ولسان حال أحدهم يقول: ما أعظم الأمنية، وما أرخص الثمن .. فحريّ بهذه النفوس أن تنال شهادة النبي ﷺ لها بأنها أشد القلوب محبة له، ولا تعجب لمن اشتاق لرؤية من اصطفاه الله، وهداه الله به، من حاز على خصال الكمال التي هي في جبلة الحلقة، وأحاط بشتات محاسنها دون خلاف بين نقله الأخبار لذلك، فلم يكن بالطويل البائن ولا بالقصير، ولا بالأبيض الأمهق (^١) ولا بالآدم، ولا بالجعد القطط ولا بالسبط (^٢)، مربوعًا بعيد مابين المنكبين، ششن (^٣) الكتفين والقدمين، ضخم الرأس، ضخم الكراديس (^٤)، وطويل المسربة (^٥)، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج (^٦) الحواجب سوابغ في
_________
(^١) أي: شديد السمر.
(^٢) القطط: الشعر الذي فيه إلتواء، والبسط: بالكسر أي المسترسل.
(^٣) بفتح الشين، وسكون الثاء أي غليظ الأصابع والراحة.
(^٤) رؤوس العظام.
(^٥) الشعر الدقيق الذي يبدأ من الصدر، وينتهي بالسرة.
(^٦) مقوس الحاجبين.
1 / 38