كيف تنصر نبيك صلى الله عليه وسلم
الناشر
دار الحضارة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
تصانيف
أني سأموت، وبكى الأنصاري. فقال له رسول الله ﷺ: - «ما أبكاك» قال: ذكرت أنك ستموت، ونموت فترفع مع النبيين، ونحن إن دخلنا الجنة كنا دونك. فلم يخبره النبي ﷺ بشيء فأنزل الله ﷿ على رسوله: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) فقال له الرسول ﷺ: «أبشر» (^١)
وروى الطبراني عن سعد بن أبي وقاص قال: «مر رسول الله ﷺ بامرأة من بني دينار، وقد أصيب زوجها، وأخوها، وأبوها مع رسول الله ﷺ بأحد، فلما نعوا لها قالت: ما فعل رسول الله ﷺ؟ قالوا: خيرا يا أم فلان هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه. قال: فأشير إليه حتى رأته. قالت: كل مصيبة بعدك جلل (^٢) ..
وما هذا الإيثار الذي تضمنته هذه الكلمات إلا تعبيرا عما تكنه نفوسهم من المحبة له ﷺ
_________
(^١) أخرجه البيهقي في الشعب (١٣) وله طرق يقوي بعضها بعضا.
(^٢) جلل: أي: هيّنة ويسيرة، والكلمة من الأضداد، تكون للحقير والعظيم، النهاية (١/ ٢٨٩)، والحديث قال الهيثمي عنه في المجمع: رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن شعيب، ولم أعرفه وبقيّة رجاله ثقات.
1 / 35