كيف تنصر نبيك صلى الله عليه وسلم
الناشر
دار الحضارة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
تصانيف
يقول الإمام مالك: «فما لم يكن يومئذ دينا، فلا يكون اليوم دينا» (^١)، ويقول شيخ الإسلام: «والترك الراتب سنة، كما أن الفعل الراتب سنّة» (^٢)
وتعال لنقف على حال السلف الصالح في اتباعهم، وسرعة اقتدائهم بحبيبهم ﷺ ..
أخرج البخاري (^٣) عن البراء ﵁ قال: «لما قدم رسول الله ﷺ المدينة صلّى نحو بيت المقدس ستّة عشر أو سبعة عشر شهرًا، وكان يحبّ أن يُوَجّه إلى الكعبة فأنزل الله تعالى ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾ فتوجه نحو الكعبة، وصلّى معه رجل العصر ثم خرج فمرّ على قوم من الأنصار فقال: «هو يشهد أنه صلى مع النبي ﷺ، وأنه قد وجه إلى الكعبة»، فانحرفوا وهم ركوع في صلاة العصر ..
فما أسرع تأسيهم فلم يترددوا في التمسك بما جاء به، بل لم ينتظروا رفع رؤوسهم من الركوع، وبادروا بالتوجه إلى حيث توجه
_________
(^١) الاعتصام للشاطبي (١/ ١٤٩).
(^٢) الفتاوى (٢٦/ ١٧٢).
(^٣) (٤/ ١٦٣٤) ٤٢٢٢.
1 / 23