قلت: هكذا قرأت في الكتب أن الهرم إلى جانبه أبو الهول فأين ذهب الهرم؟
ويظهر أن نقل الهرم كان أكثر مما يطيق. فلوح بيده في وجهي، وتمتم شيئا لم أفهمه؛ لأني شغلت بنظارتي التي هوت إلى الأرض وتكسرت عدستها وأولاني ظهره ومضى.
بعد هذا الحديث الذي استطبته والذي شغلني عن التمثال وعن الوقوف به أتدبره كما ينبغي، مضيت إلى أهرام الفراعنة، فلما سرت عند أبي الهول وددت لو أن صاحبنا معي. إذن لسألته من صنع هذا؟ أهو مختار أيضا؟
وتخيلته وهو يهز كتفيه أمامي - تحت أنفي - ويقول: لا يا أخي. الفراعنة.
فأعود أسأله: وهل هم أحياء؟
فيستعيذ بالله من هذا الجهل المطبق ويقول: أحياء كيف؟ لقد ماتوا منذ آلاف من السنين.
فأبدي له العجب من أن يكونوا أمواتا كل هذه الآلاف من السنين أسأله: وبأي شيء ماتوا؟
فيقول: لا أدري. لا يدري أحد.
فأكر عليه بقولي: أتظن أنهم ماتوا بالطاعون؟
فيقول: لا أدري. ربما. من يدري؟
صفحة غير معروفة