سنن سعيد بن منصور (2)
محقق
فريق من الباحثين بإشراف وعناية
الناشر
دار الألوكة للنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
فقال مسروقٌ: صَدَقْتَ.
وحدَّثنا أنَّ أشدَّ آيةٍ في كتاب اللّهِ تفويضًا: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ...﴾ إلى آخرِ الآيةِ.
فقال مسروقٌ: صَدَقْتَ.
[١٢٤٢] حدَّثنا سعيد، قال: نا حمَّادُ بنُ زيدٍ، قال: نا عاصمُ بنُ بَهْدَلةَ، عن أبي الضُّحى (^١)؛ قال: اجتمع مسروقٌ وشُتَيرٌ في المسجدِ، فَتَقَوَّضَ إنيهما حِلَقُ المسجدِ (^٢)، فقال مسروقٌ لشُتيرٍ: إني [لا أرى] (^٣) جَلَس هؤلاء إلينا إلا لِيَسْمَعُون (^٤) منَّا خيرًا؛ فإما أن تُحدِّثَ عن عبدِ اللهِ وأُصدِّقَكَ، وإما أن أُحدِّثَ وتُصدِّقَني. فقال شُتيرٌ: حَدِّثْ يا أبا عائشةَ!
_________
(^١) هو: مسلم بن صُبيح.
[١٢٤٢] سنده حسن لذاته، وقد تقم مختصرًا برقم [٤٢٧]؛ فانظر تخريجه هناك.
ويظهر أن عاصمًا أخطأ في جعل القائل الأول هو مسروق بن الأجدع، والصواب أنه شتير بن شكل، وسبق بيان هذا في الحديث [٤٢٧].
(^٢) الحَلَقُ والحِلَقُ: جمع حَلْقَة؛ وهي الجماعة من الناس مستديرين كحَلْقةِ الباب وغيرها. و"تقوّضت" أي: تفرقت وانتقضت، والمراد: أنها تفرقت من اجتماعها وذهبت إلى مسروق وشتير. وانظر: "تاج العروس" (ق وض، ح ل ق).
(^٣) في الأصل: "لارى".
(^٤) قوله: "ليسمعون" كذا في الأصل. والجادة: "ليسمعوا"، بحذف النون؛ لأنه منصوب بعد لام التعليل، ونحو ما في الأصل ما وقع عند مسلم (١١٠٦): "عن الأسود ومسروق أنهما دخلا على أم المؤمنين ليسألانها"؛ قال النووي في "شرح مسلم" (٧/ ٢١٧ - ٢١٨): "كذا هو في كثير من الأصول: "ليسألانها" باللام والنون، وهي لغة قليلة، وفي كثير من الأصول: "يسألانها" بحذف اللام، وهذا واضح". اهـ.
6 / 71